الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب انتقاد صديقتي أصبت بنوبات هلع وخف وقلق، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم.
أشكركم على هذا الموقع، وعلى طريقة الإجابة على الأسئلة، وهو ما دفعني لتقديم استشارتي.

أصبت بنوبات هلع وقلق وخوف منذ 8 أشهر، حيث أخبرتني صديقتي التي تغار مني أن زميلنا في العمل يراني نحيفة جدا، حيث أن طولي 146 سم، ووزني 47 كلغ.

بسبب ما سمعت شعرت بالإحباط والاكتئاب، وكنت صائمة ولم أفطر، واستمر هذا الحال لمدة أسبوع، ونزل وزني إلى 43 كلغ، فكنت أستيقظ خائفة وأشعر بالاستفراغ والخوف من عدم القدرة على تناول الطعام، والخوف من وقت أذان المغرب لأنه وقت الفطور، وكانت هذه الحالة نقطة تغيير جذري في حياتي، بدأت فيها التقرب إلى الله، وكنت أقاوم الاكتئاب، وبالفعل تجاوزته دون أدوية، وتحسن أكلي، واسترجعت وزني.

استمرت نوبات الهلع تفاجئني عند الاستيقاظ إذا مررت بمشكلة ما، ولا أستطيع حصرها في سبب معين، وكلما عادت بعد فترة طويلة، شعرت أني شفيت من مرض خبيث وعاد إلي مرة أخرى، علما أني أقاوم هذا الشيء.

لم تأتني الحالة منذ شهر ونصف، لكني أعاني من بعض القلق، وأحيانا الوسواس القهري، بأن يجب علي تناول الطعام بطريقة معينة، كما تقلقني الأشياء الصغيرة، وأشعر بالخوف، وأفكر في كل موقف وكيف أتصرف إذا حصل كذا وكذا، فهل هذا بسبب رهاب الأكل؟ علما أني كنت قوية، ولا أحب شعور الضعف.

أحافظ على صلواتي وتقربت إلى الله أكثر بسبب ما أصابني، واستخرت الله ولم أراجع الطبيب النفسي، وحاليا حالتي جيدة، لكني أعاني بعض القلق، حيث لو فكرت بأمر أو موقف ممكن أن أتعرض له يصيبني الشعور بالخوف، وترتجف يدي، ويضيق صدري، لكني أتغلب على كل ذلك، فبماذا تنصحونني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت بطبعك إنسانة حسّاسة وقلقة، وإلَّا فلماذا كل هذا الاهتمام بما قالته صديقتك عن تعليق ذلك الشاب، وأنت تعلمين أنها تغار منك، وقد كانت تقصد أن تثيرك – أختي الكريمة -.

الحمد لله أنك تخطيت هذا الوضع نهائيًا، وعاد وزنك إلى حالته الطبيعية، وعاد معدّل الأكل طبيعيًا وكل شيء طبيعي، بقي القلق، القلق واضح أنه جزء منك، بالرغم من أنك ربطته بهذا الموقف، ولكن واضح أنه جزء منك، أرى أن تحاولي أن تتعلّمي الاسترخاء، وممارسة رياضة المشي، إذا كنت تستطيعين ذلك، وإلَّا فيمكنك عمل رياضة في المنزل يوميًا، هذه تؤدي إلى الاسترخاء، وطرد القلق.

أيضًا هناك طرق للاسترخاء عن طريق العضلات، أو عن طريق التنفس، أيضًا يمكن تعلُّمها وممارستها في المنزل، وعليك أيضًا بممارسة هوايات، تكون هوايات متعددة، لا تتركي فراغًا في حياتك، لا تنشغلي بنفسك وتُكثري من التفكير والقلق، بل عيشي حياتك وتجاهلي هذه الأشياء. القلق كلَّما فكّرنا فيه كلما ازداد القلق، وكلما تجاهلناه كلما عشنا حياة طبيعية بقدر المستطاع.

لا أرى أنك تحتاجين لأدوية، فقط هذه النصائح، وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً