الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التركيز المفرط فيما لا يجب التركيز فيه وقت الامتحانات، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني في بعض الأحيان وخاصة في أوقات الضغط الدراسي والامتحانات بحالة أسميها التركيز المفرط، أو بمعنى آخر التركيز فيما لا يجب التركيز فيه، فأشعر بالآتي:

التركيز في أخذ الأنفاس والأصوات المصاحبة له، ورمش العين أو ما يسمى بالانجليزي blinking، فعادة لا يشعر الإنسان بهذه الأشياء التي تحدث لا إراديا، ولكني أركز فيها، وأشعر بأني أحتاج لأن أقوم بها إراديا، وأيضا أركز في ظلي، وعندما أستمع للقرآن يلفت انتباهي أخذ القارئ لأنفاسه أثناء القراءة، مما يشتت انتباهي ويفقدني التلذذ بالاستماع، ولكن هذه الحالة تذهب عند انشغالي بشيء، ككتابة هذه الاستشارة أو أي غرض يشغل الانتباه، ولكني إذا أقبلت على الدراسة أشعر بهذه الحالة، فينتابني حالة من القلق والخوف من تدني مستواي الدراسي بسبب هذه الحالة!

ويشار إلى أن هذه الحالة تزداد في وقت الاكتئاب، والجلوس في مكان هادئ لا يشغلني إلا الكتاب الذي بين يدي، فعندما أريد أن أستحضر ذهني وأبدأ في المذاكرة يلفت انتباهي دقات عقارب الساعة، وأصوات السيارات بالخارج وغيرها مما ذكرت، وأشعر بتشتت في التفكير، وعدم الرغبة في المذاكرة، وهذا مما يشغل تفكيري بلا فائدة، ويشعرني بالإحباط، وأني لا أستطيع أن أقوم بشيء، وأيضا عندما أصلي جماعة أركز في التقاط الإمام لأنفاسه بين القراءات، مما يذهب عني الخشوع والتركيز في الآيات، وعندما أريد أن أنصت إلى المحاضرة أو شخص يتحدث، يلفت انتباهي رمشه لعينه مما يزعجني ويضيق عليّ صدري!

أفيدوني، أعانكم الله على طاعته واجتناب معاصيه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه هو نوع من أنواع الوسواس القهري، ويأتي في حالة الضيق -كما ذكرتَ- أو الضغوط الدراسية وفي حالة الفراغ، هذا فعلاً من خصائص الوساوس، أنه كلما كان هناك فراغ وكان هناك ضيق يزداد، ولذلك أحد علاج الوسواس هو تجاهله، أو الانشغال بأشياء أخرى وعدم التركيز عليه، وهذا ما يجب عليك فعله -أخي الكريم-.

لا أرى أنك تحتاج إلى دواء مُعيَّن، بل علاج نفسي سلوكي قد يفيدك في التخلص من هذه الوساوس التي تحصل لك -أخي الكريم- والحمد لله أنك في كثير من الأحيان استطعت التغلب عليها كما ذكرت، فيجب عليك المواصلة في هذا التجاهل وفي الانشغال عن هذه الوساوس بأشياء أخرى، ولكن إذا ازدادت أو لم تستطع بمفردك التغلب عليها فعليك التواصل مع معالج نفسي ليعطيك مهاراتٍ مُعيَّنةٍ وإرشاداتٍ مُعيّنةٍ تتبعها، للتخلص من هذه الوساوس التي تغض مضجعك وتؤثّر على تحصيلك الدراسي.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً