الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اكتئاب شديد، ولم يعد الأنفرانيل يعطي نتيجة

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 26 سنة، عندي وساوس قهرية، ذهبت لطبيب نفسي منذ سنة وشهرين، ووصف لي انافرانيل 25 ملجم حبة كل يوم، واستمريت عليه، وحالتي تحسنت جدا، وزال الاكتئاب، وزالت الأفكار الوسواسية، ولكني أهملت بعد ذلك، فبدأت أعاني من أرق واكتئاب، وأخبرت الطبيب بذلك، فطلب مني تناول كل يوم 25 ملجم بالليل، وفعلا استمريت عليها، ولم تتحسن حالتي، بل أصابني أرق أشد من السابق، لدرجة أني لا أنام لمدة 48 ساعة، وخسرت وزناً، وأصابتني سخونة، فطلب مني أخذ 3 حبات، واحدة بالنهار و2 باليل، وأعطاني منوما Seroquel 100 ml أتناول منه نصف حبة من يومين، ويساعدني على النوم لمدة 7 ساعات تقريبا، فهل هو إدماني؟

لقد تحسن نومي، ولكن نفسيتي لا زالت متعبة، والأفكار تطاردني، فلماذا لم يعد الانفرانيل يعطيني نتائج؟ وما العمل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نادية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأنفرانيل فعلاً قد تكون له أعراض انسحابية بعد الاستعمال لفترة من الوقت، وقد شاهدتها في كثير من المرضى، عندما يستعملون الأنفرانيل لفترة من الوقت ويتوقفون عنه تكون هنالك آثار جانبية شديدة، وقد تكون مثل المرض الأصلي الذي اشتكى منه الشخص، وهنا يحصل الخلط أحيانًا، وقد يكون هذا ما حصل معك - أخي الكريم - وبعدها تأثَّرت ورجعتْ لك الحالة النفسية، لأنك لم تكن تعلم أنها أعراض انسحابية.

على أي حال - أختي الكريمة - الآن العلاجات التي تأخذينها علاجات طيبة، ولا تسبب الإدمان على الإطلاق، والسوركويل لا يسبب إدمان، بل هو في الأساس مضاد للذهان، ولكن بجرعات صغيرة يُساعد في علاج مشاكل النوم ويساعد في علاج القلق والتوتر.

الشيء الآخر: قد تحتاجين إلى علاج نفسي للمساعدة في التخلص من الاكتئاب والتوتر الذي ما زال معك.

كما ذكرت: تحسنت عندك أشياء ولكن هنالك أشياء لم تتحسَّن، وقد تحتاجين إلى علاج نفسي بدلًا من أن أخذ دواء آخر، في كثير من الأحيان معظم الاضطرابات النفسية علاجها يكون نفسي ودوائي، ولا يجب أن نركن إلى الدواء وحده في العلاج، الدواء فعّال في أمراضٍ مُعيَّنة مثل مرض الفصام والاضطرابات الوجدانية ثنائية القطب، هنا يلعب الدواء الدور الرئيسي، ولكن في الاضطرابات الأخرى البسيطة التي يكون فيها نوع من القلق والتوتر وبعض الوساوس فهذه تحتاج إلى علاج نفسي مع العلاج الدوائي، بل كثير من الناس يقولون إن العلاج النفسي هو الأساس في علاج مثل هذه الاضطرابات البسيطة وليس العلاج الدوائي، العلاج الدوائي يكون مكمِّلاً للعلاج النفسي، والعلاج الأساسي هو العلاج النفسي، وهذا ما تحتاجينه مع الأدوية التي تتعاطينها الآن.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً