الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب مشكلة مع زميل أصبت بالخوف والهلاوس والقلق علي ومستقبلي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرًا على ما تقومون به من جهود، وبارك الله فيكم.

عندي مشكلة أود منكم مساعدتي في تشخيصها وهي: منذ شهر حصل بيني وبين أحد الزملاء مشادة كلامية حاولت قدر الإمكان أن أتصرف فيها بحكمة وصبر، وانتهت المشادة من دون مشكلة، إلا أنني وقتها شعرت بخوف، خصوصًا وأن هذا الرجل معروف عنه أنه صاحب مشاكل، ويؤذي كل من يتشاجر معه، سواء داخل العمل أو خارجه، وقد توعدني بالإيذاء مستقبلًا!

وخلال 6 أيام من بعد المشكلة كنت أفكر فيه بطريقة غريبة، وأشعر بأنه سيأتي إلى بيتي ويؤذيني وأتخيل كيفية أذيته لي، إلى أن أصبت بأعراض جسمانية، كعدم انتظام ضربات القلب، وتعرق ورجفة خفيفة، وتنميل في بعض أجزاء الجسم، وشعور بالدوار والإغماء وآلام في البطن والصدر والظهر، وشعور بالغثيان وغصة في البلعوم، كأن فيه لقمة، وانسداد بالشهية حتى فقدت الكثير من وزني خلال مدة بسيطة.

وهذه الأعراض تأتيني يوميًا إما أغلبها أو بعضها، ثم تطور الأمر معي بحيث أصبحت أخاف القيادة والنوم وحيدًا وأنام في صالة المنزل، وأخاف أن يخرج أهلي من البيت والجلوس وحيدًا، وتطور الأمر أكثر إلى درجة خوفي من الجنون والأمراض العقلية كالفصام والذهان، وأصبحت أشكك في حواسي بسبب خوفي من مرض الهلاوس، وأعيش في قلق مبالغ فيه على أهلي وإخواني وأبنائي، مع شعور بالخوف، وأحيانًا أشعر بخوف بلا سبب، وأشعر أن شيئًا خطيرًا سيحدث لي ولأهلي، حتى أنني أحيانًا أتمنى عدم الزواج والإنجاب، ولا أحب رؤية أبنائي بسبب ما أشعر به، كما لا أستطيع النوم إلا بصعوبة، وهو عبارة عن نوم متقطع أشعر فيه أحيانًا بالحر أو البرد الشديد مصحوب بكوابيس!

حالتي الآن: تبدأ بعض الأعراض الجسمانية صباحًا مع شعور بالضيق والحزن والخوف والقلق، ثم تبدأ بالتلاشي شيئًا فشيئًا إلى أن أشعر بالتحسن تدريجيًا عصرًا أو ليلًا، أشعر فيها بالراحة أو النشوة أحيانًا، وفي بعض الأحيان يتحسن حالي لأيام من 3 إلى 5، أشعر فيها بالراحة والسعادة والنشوة أحيانًا والتخطيط للمستقبل، ثم يعود القلق والحزن والخوف والأعراض لأيام وهكذا، وهذا التناقض في الحال والمشاعر منذ شهرين، والخوف من الأمراض العقلية وتوهمها لا زال مسيطرًا علي!

كما أنني تركت أغلب الأنشطة التي أحبها، ولا أعود لممارستها إلا أثناء الراحة، وعندما تكون حالتي المزاجية جيدة، فأرجو منكم تشخيص حالتي في أسرع وقت ممكن تفضلًا وكرمًا منكم، خصوصًا وأن ما يحدث معي قد أتعبني وآذاني كثيرًا.

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بدأتْ مشكلتك - أخي الكريم - بأعراض قلق وتوتر بسيطة، وانتهتْ إلى توتر وقلق واضح عطّل حياتك وأثّر عليك، فكل ما ذكرته هي أعراض قلق واضحة وتوتر ومخاوف وسواسية، وأيضًا بعض أعراض الاكتئاب، ولكن الشيء الظاهر هو القلق والتوتر والخوف، أعراض بدنية للقلق والتوتر، واضطراب النوم، وإن كان معه بعض أعراض الاكتئاب، ولكن الأعراض الرئيسية هي أعراض قلق وتوتر - أخي الكريم - ويبدو أن عندك القابلية لهذا، وما حصل مع ذلك الشخص كان سببًا لظهور هذه الأعراض من القلق والتوتر.

وتحتاج إلى علاج - أخي الكريم - طالما بدأتْ تؤثّر في حياتك وفي نومك، وفقدتَّ الكثير من وزنك، فتحتاج إلى علاج، و العلاج إمَّا أن يكون بالأدوية أو بالجلسات النفسية، وهذا كلُّه يتطلب - أخي الكريم - أن تقابل طبيبًا نفسيًّا لكتابة العلاج لك، وإذا كان يرى أنك تحتاج إلى أدوية أو يحيلك إلى العلاج النفسي إذا رأى ذلك، أو قد يكون العلاج بالاثنين معًا، بالدواء وبالعلاج السلوكي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً