الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي كرهت مربيتها بعد أن كانت تحبها.. ما تشخيصكم ونصيحتكم؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
أود استشارتكم بأمر مهم: وهي حالة طفلة كانت ترعاها خادمة أو ما تسمى مربية، وكانت الطفلة شديدة التعلق بهذه المربية وكذلك المربية كانت تعاملها معاملة حسنة وتحبها كثيراً، وكل ذلك بوجود الأم والأب وإخوة الطفلة، وبعد فترة سنتين تقريباً - الطفلة عمرها الآن 4 سنوات - سافرت الخادمة لبلدها وأثناء توديعها بالمطار بكت الطفلة كثيراً وتأثرت لسفر مربيتها.

كانت مدة سفر الخادمة شهرين كانت الطفلة خلالها تسأل الأم عن تلك الخادمة ومتى سترجع، ولكن المفاجأة الغريبة أنه عندما عادت المربية نفرت الطفلة منها نفورا شديدا وبدت خائفة منها ولا تريد الاقتراب منها أبداً، وإذا اقتربت منها تهرب وتختبئ عند الأم -في أول يومين- وجميع إخوتها وأمها يتساءلون عن السبب في تبدل حب تلك الطفلة للخادمة لكره.

أود أن أذكر ملاحظة يمكن أن تساعد في التفسير وهي أنه عندما رأت الأخت الكبرى تصرف أختها الطفلة بعد سفر الخادمة وبكائها الشديد دعت الله في صلاة الفجر أن يعين الله الطفلة على نسيان تلك الخادمة وأن تمضي بحياتها بشكل طبيعي وألا تصاب بأي اضطرابات نفسية عميقة حيث لم تتوقع الأسرة عودة تلك الخادمة مرة أخرى، ولكن الله قدر عودتها، فما هو سبب تصرف الطفلة الغريب وغير المتوقع؟ وما هي توصياتكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Maha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

جزاك الله خيراً على هذا السؤال المهم .

الطفل يمر بمراحل نفسية ووجدانية، يلعب فيها الشخص الذي يقدم له العناية دوراً هاماً، خاصةً في سنوات العمر الخمس الأولى، ويكون التعلق الوجداني في أشده ما بين عمر الثانية والثالثة، ولذا يحتج الطفل وبشدة لأي فراق أو مجرد التهديد بالفراق من مصدر تعلقه (الشخص الذي يقوم بالعناية به) ولكنه ينسى بسرعة، ويستعيض بعلاقة أخرى في حالة غياب هذا الشخص، وهذا هو الذي حدث لهذه الطفلة بالضبط، فهي قد استعاضت بعلاقةٍ أخرى في داخل المنزل، وأصبحت تشعر بالطمأنينة مع مصدر رعايتها الجديد، مما جعلها تنفر من مصدر حبها الأول.

هذه نماذج طبيعية للتطور عند الأطفال، ولذا ينصح دائماً بأن تكون العلاقة متوازنة، وأن لا يترك الطفل في هذه المرحلة منكباً على شخص واحد، خاصةً الخدم.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً