الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منصدم من ذاتي ولا أعرف كيف أتخطى هذه المرحلة؟

السؤال

السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 26 سنة، أعاني من مشكلة نفسية خطيرة، بدأت هذه المشكلة منذ 4 سنوات بسبب تعرضي لصدمة بسبب القولون العصبي، ودخلت في حالة من الوسواس القهري الذي أدى بي إلى حالة من الخوف من ذاتي؛ بسبب الأفكار المرعبة التي تراودني بشكل دائم، حتى أصبحت أهرب من تفكيري، وهذا سبب لي شبه انفصام في الشخصية.

وأصبحت أعيش وكأنني لست أنا، وكلما أحاول أن أتغلب على هذه الأوهام لا أستطيع، وحتى هذه الأيام استطعت أن أفهم أنني كنت دائما أعيش في الماضي، ولا أستطيع العيش في الواقع، وكأن لدي مشكلة في الإدراك، ولا أستطيع التركيز عندما أريد أن أفكر، وأحس وكأنني استيقظت من نوم دام 4 سنوات.

أصبحت أنصدم من ذاتي وكأنني لست أنا، وضاعت مني رغبة الحياة، وأصبحت محبطا جدا، وتراودني أفكار مرعبة، ولا أتمكن من النوم، ومن شدة التفكير السلبي أحس بألم شديد في رأسي وفي رقبتي، وأصبحت في حالة من عدم الارتياح بشكل دائم، والاكتئاب الحاد.

أنا حقيقة لا أعرف كيف يمكنني أن أتخطى هذه المرحلة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ حسان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عانيت من أعراض قلق واكتئاب بصورة واضحة ووساوس وهذا ما جعل لك صعوبة في التفكير والإدراك وكأنك لا تعيش الواقع، لأن الإنسان عندما يكون مشغولا بذاته من التفكير والوسواس والقلق والتوتر ينفصل بدرجة ما عن الواقع حوله وكأنه يعيش في عالمه الخاص، يحمل همه وتفكيره، ولا يمارس الحياة بصورة عادية، وكثير من المرضى يصفون هذه المرحلة ويقولون: أننا كنا في عالم آخر أثناء المرض.

ولذلك -يا أخي الكريم- عليك بالعلاج، هناك أدوية كثيرة الآن -إن شاء الله- تساعدك في الخروج من هذه المشكلة التي تعانيها، وكلها تتبع لفصيلة الأس أس أر أيز تقريباً -يا أخي الكريم-، ولعل السبرالكس يكون أنسب دواء لك 10 مليجرام، ابدأ بنصف حبة بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وعليك بالانتظار لمدة شهر ونصف إلى شهرين حتى تبدأ في التحسن وتنقشع هذه السحابة من الاكتئاب والتفكير والهم ثم تعود إلى طبيعتك -يا أخي الكريم-، وبعدها عليك الاستمرار في العلاج لفترة 6 أشهر حتى لا تعود هذه الأعراض، وثم بعد ذلك أوقفه بالتدرج بعد 6 أشهر ولا توقفه مرة واحدة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً