الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس القهري كيف أعالجه؟

السؤال

السلام عليكم.

أرجو الإفادة العاجلة.
أنا امرأة، عمري 28 سنة، متزوجة -ولله الحمد- منذ سبعة أشهر، قد أصبت بالوسواس القهري وسواس النظافة، والأفكار مثل الخوف من إيذاء الآخرين، منذ 5 أو 6 سنوات وأنا أتعالج بالبروكستين 20 مليجراما يوميا، تحسنت حالتي لكن الوسواس ما زال موجودا، بل حاولت التأقلم معه.

منذ شهرين توفت عمتي -رحمها الله- فرأيت صورتها وهي ميتة مما أصابني بالخوف الشديد، فأصبحت أتخيلها بصورة بشعة في كل مكان، علما أنا صورتها بالفعل، كانت مخيفة لأنها كانت مريضة بالسرطان، لم أستطع العيش من الخوف، فذهبت للطبيب، أتى من بلد ثاني كوني متزوجة من أجنبي، فوصف لي علاج افكسور أكسر 75 مليجراما، وأوقفت باروكستين خلال أسبوع واحد فقط.

الآن أحس بانفصال دماغي عن جسمي، والخوف من إيذاء نفسي أو من حولي، والخوف من فقدان الكلمات، والخوف من الجنون أو التفكير في ما بعد الجنون.

أفيدوني جزاكم الله خيرا، فماذا أعمل في حالتي؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ نور الهدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلاً أنت تعانين من الوسواس القهري، وما زال معك هذا الوسواس القهري الآن بعد وفاة عمَّتك، تغيَّرت الأعراض بصورة أخرى بعد وفاة العمَّة – رحمها الله تعالى – ولكن الوسواس القهري ما زال معك.

للأسف الشديد استعمال الباروكستين لمدة خمس سنوات فترة طويلة، ويجب عند التوقف عن تناوله أن يكون التوقف توقف متدرّج، أسبوع غير كافي، على الأقل كنتِ تحتاجين إلى شهرٍ للتوقف عن هذا الدواء، إن لم يكن شهرًا فشهرين، أو ثلاثة، لأنك كنت تستعملينه لسنوات، فيجب أن يكون التوقف تدريجيًا، لأن التوقف فجأة يُحدثُ آثارًا انسحابية، وهذا ما حصل معك - أختي الكريمة - الآن.

الإفيكسور – أو الفلافاكسين – هو من فصيلة أخرى غير فصيلة الباروكستين، هو من فصيلة تُسمَّى الـ SNRIS، وهو طبعًا مفيد، ولكن كان يجب أن يتم إدخاله أو تناوله بالتدرج. تسحبين أو تحذفين جزء من الباروكستين بالتدرج، ويبدأ إدخال الفلافاكسين (الإفيكسور) بالتدرُّج، حتى عندما يتم انسحاب الباروكستين نهائيًا تكونين قد استعملتِ الإفيكسور بجرعته المناسبة، وجرعته قد تكون مائة وخمسين مليجرامًا في اليوم.

لا أدري: أرى أن ترجعي إلى الطبيب مرة أخرى، وتخبريه بما حدث معك من آثار انسحابية للباروكستين، فإمَّا أن يُعيدك إليه ويسحبه بالتدرُّج، أو يعطيك علاجًا لهذه الأعراض الانسحابية.

الشيء الآخر الذي أحب أن أضيفه لك: أهمية العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري، وبالذات أنك حتى مع الباروكستين لم تختفي الأعراض نهائيًا، فإذًا أنت مطالبة بعلاج سلوكي معرفي مع العلاج الدوائي، ومعروف أن الجمع بين العلاج السلوكي والعلاج الدوائي أفضل من العلاج الدوائي لوحده، بل في كثير من الدراسات أثبتت أن العلاج السلوكي يُقلِّل من الجرعة الدوائية التي يستعملها الشخص للوسواس القهري الاضطراري، وأيضًا عندما يتوقف من تناول الأدوية لا تَعُدْ الأعراض مرَّة أخرى إذا كان هناك علاجًا سلوكيًا معرفيًّا. فإذًا أنصحك بالعلاج السلوكي المعرفي مع تناول الدواء أختي الكريمة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً