الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حياتي أصبحت مظلمة بسبب وسواس الموت!!

السؤال

السلام عليكم.

عمري 19 سنة، منذ شهرين بدأت معي نوبات هلع وخوف من الموت بعد وفاة خالي بحوالي أسبوعين، مع أني كنت لا أخاف من الموت، اختفت نوبات الهلع فقط، ولكني دائما أفكر بالموت، وأعرف أن أجل الله لا يِؤخر، وأن الموت حق، ولكن التفكير بالموت جعل حياتي سوداء، وأني عندما أقوم بعمل شيء ما يكون في قرارة نفسي أنها الأخيرة التي سأؤدي فيها هذا العمل.

تغيرت حياتي، فعلى الرغم من أني انطوائي إلا اني أصبحت أضحك كثيرا، وبدأ الناس يهتمون بي، فأظن أنها علامات على قرب الأجل، وتطور الوسواس.

ولكن ما يؤكد لي أنها حقائق وليست وساوس: أني كلما ذهبت للصلاة في الجامع فإن الإمام يقرأ آيات يذكر فيها الموت، وهذا بصفة يومية! وعندما غيرت المسجد، فإن ذلك يتكرر معي، عندما ألتقي أشخاصا فإنني أفاجأ بهم يتحدثون عن الموت، كذلك التلفاز، النت، الفيسبوك، المنشورات، فأصبح كل تفكيري في الموت، مع أنني أحافظ على صلاتي وأذكاري صباحا ومساء، والرقية، وأداوم على الحجامة، فهل ما أشعر به مجرد وساوس أم حقيقة؟

أرجو الرد، فأنا أشعر بعذاب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنيس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخوف من الموت أو رهاب الموت من الأمراض المنتشرة، وهو جزء من القلق والتوتر –أخي الكريم– وبالذات يحصل عند الناس الذين لديهم قابلية للقلق وللتوتر، أو الناس الذين عندهم شخصيات قلقة، يقلقون لكل شيء، وعادةً ما يحصل بعد وفاة شخص عزيز –كما ذكرتَ لوفاة خالك أخي الكريم– وطبعًا من مشاكل الخوف من الموت أو رهاب الموت أنه شيء من الصعب تفاديه؛ لأن أي شخص يعلم أنه يومًا ما سيموت ولا يعرف متى يكون أجله، ولذلك دائمًا التفكير في الموت مستمر معه ودائمًا هذا في ذهنه، فتفادي هذ الأمر هنا يكون صعبًا؛ لأن الموت ليس شيئًا مُحددًا أنك يمكن أن تهرب منه؛ ولذلك رهاب الموت يكون مؤلمًا ومتعبًا للشخص، ولابد من أخذ علاج، والعلاج يمكن أن يكون علاجًا دوائيًا، وعلاجًا نفسيًا سلوكيًا معرفيًّا، والأفضل الجمع بين الدواء والعلاج النفسي، ولعلّ ما يناسبك من أدوية هو الـ (سبرالكس) بجرعة عشرة مليجرام، ابدأ بنصف حبة – أي خمسة مليجرام– بعد الأكل لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك حبة كاملة، ويجب عليك أن تنتظر لفترة ستة أسابيع إلى شهرين حتى يبدأ هذا الرهاب بالاختفاء، ثم بعد اختفائه ورجوعك إلى حالتك الطبيعية عليك بالاستمرار في الدواء لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفض جرعة الدواء بالتدرُّج، بأن تسحب ربع الجرعة كل أسبوع حتى تتوقف تمامًا، وإذا استطعت أن تمارس -مع تناول الدواء- علاجا سلوكيا معرفيا؛ فهذا أفضل أخي الكريم.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً