الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرغبة القوية في تغيير نمط الحياة

السؤال

السلام عليكم.

الرغبة في تغيير حياتي تراودني منذ سنوات، لكني كنت أشعر بأني مكبلة من رأسي إلى قدمي، مررت بأزمات عديدة، فراق ولا أقول طلاق والدي، قصص حب فاشلة، فشل في مواجهة مؤامرات زملاء العمل وتحرش رئيس العمل، واجهت ذلك 6 سنوات، ثم مرضت أمي وتوفيت، وانتهز الفرصة رئيس العمل لإيذائي وزملاء العمل لتشويه سمعتي، استقلت بعد شهرين من ذلك؛ لأني لم أصبح أطيق كل ذلك.

صحيح أن الإنسان الموهوب كثير الأعداء والحساد، ولكن الأمر فاق كل التصورات، ثم قلت لنفسي: ربما علي البحث عن مهمتي الحقيقية في الحياة، بعد عبادة الله طبعاً، أحب الكتابة، وأذكر وأنا طفلة قبل أن أدخل المدرسة كنت أرسم الحروف، وأنا في المرحلة الابتدائية كتبت أنشودة، لم يهتم أحد لذلك، ولم أطور موهبتي، قبل 3 أو 4 سنوات كتبت قصة صغيرة، وبعد ذلك كتبت شعراً، وتعمدت أن يكون بالدارجة ليكون قريباً من عامة الناس.

ليس لدي سؤال محدد، ولكني أحتاج إلى تحليل نفسي أو على الأقل أعرف كيف أنا في عيون الآخرين، وأقصد بالآخرين أناساً محترمين وشرفاء؟
جزاكم الله خير الجزاء.
في أمان الله.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ حسيبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله العظيم أن يسدد خطاك، وأن يصرف عنك الشر وأهله، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.

إن الإنسان العاقل يراجع نفسه ويقيِّم طريقته في الحياة، وقيمة الإنسان ما يحسنه، والرغبة في التغيير دليل على طموح ونفس تطلب المعالي، وأرجو أن تحولِّي هذه الرغبة والأمنية إلى عمل، وكما قال الشافعي رحمه الله: وليس أحد أقلَّ من أن ينجح".

ونحن نقترح عليك أن تكون البداية بمراجعة الإيمان والحرص على طاعة الرحمن؛ فإن السعادة لا تنال إلا بذكر الله وطاعته، وقد أشرت إلى هذا المعنى في سؤالك وهي ما تسمى في الإسلام بالمحاسبة، والتي من معانيها عقد مقارنة بين نعم الله علينا والأعمال التي نقوم بها في طاعته، فإذا ظهر القصور تداركنا أنفسنا بتوبةٍ صادقة تمحو ذنوب صحيفة الأمس، والمؤمنة أشد محاسبة لنفسها من الشريك الشحيح لشريكه.

ولا شك المقدمات الصحيحة توصل إلى نتائج صحيحة، وعلى الأساس يقوم البنيان، وإذا جعل الإنسان غايته رضا الله ربح الدنيا والآخرة، ولن يضرك كيد الحساد إذا تمسكت بدينك وصدقت في رجوعك إلى الله.

ولا مانع من تطوير موهبتك وتوجيهها لمصلحة البلاد والعباد، واختيار المعاني التي لا تُصادم قيمنا وديننا، وهذه الأسطر تدل على أنك إنسانة محترمة ترفض الهبوط وتستعصي على رغبات السفهاء.

أما مهمة كل مسلة ومسلم فهي عبادة الله، قال الله تعالى: (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))[الذاريات:56]، وفلاح كل إنسان بمقدار تحقيقه لهذه الغاية العظيمة.

والله الموفق.




مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً