الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي لا تحب أهلي

السؤال

أنا مقيم في السعودية، وعندما نذهب للإجازة أمكث عند أهلي ولكن زوجتي تريد أن تمكث عند أهلها، وزوجتي لا تطيعني، فهي كثيرة الشكوى، وتسمع كلام أمها؛ حيث أنصحها كثيراً بعض الأحيان فتلين، ولكن عندما تذهب إلى أهلها يفسد كل شيء عملته، وتحب المكوث عند أهلها كثيراً وبالأيام، ولا تحب زيارة أهلي، وتشكو منهم دائماً، مع أنهم يعاملونها جيداً، فهي تحب زيارة أهلها وأقرباءها كثيراً، ولكن لا تحب زيارة أهلي وأقربائي، وأهلي دائماً يشكون بأنها لا تحترمهم، ويريدون أن يروا أولادي، فهم لا يرونهم إلا قليلاً، ودائماً ترفع صوتها علي، وعصبية دائماً، والمشكلة أني أحبها كثيراً، ولا أريد أن يضيع أولادي إذا طلقتها، فأفيدوني ماذا أفعل؟! هل أطلقها ؟ هذا المشاكل الكثيرة تخرب صفو حياتي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يهدينا جميعاً سواء السبيل، ويوفقنا لما يحبه ويرضاه.
أخي، بخصوص شكواك من زوجتك، أرجو أن تتذكر بعض الحقائق:

أولاً: بما أنكما تعيشان في السعودية ووطنكما الأردن وتذهبان إليه في الإجازة؛ فيا أخي، كما أنك تحب أهلك كثيراً وتنزل معهم لأنك متعلق بهم وهو مقرك فلا تنسى أن زوجتك إنسان ولها مشاعرها، بل مشاعرها أشد منك لأنها امرأة فلا تشك أنها كذلك تتوق وتتشوق لأهلها، لذا فهي تتعلق بهم وتنزل معهم؛ لهذا أرجو أن تراعي هذا الجانب ولا تحرمها هذا الشعور وهو شعور محدود بالإجازة، وبالطبع عندما ترجعان للسعودية تكونان سويا.

ويمكنك وأثناء بقائك بالسعودية أن تطرح الأمر معها لأنها قبل الإجازة سيكون عندها استعداد للفهم والتفاهم معك، وأخبرها بأن أهلك متشوقون للأطفال ورؤيتهم وتتفقان بشيء من التفاهم أن تقسما الإجازة بين أهلك وأهلها، بل وأخبرها بأن لأهلك حقاً عليها، ولذا يجب أن تقضي معهم جزءاً من الإجازة.

ومن جانب آخر فإن عدم حبها لأهلك ليس أمراً متعلقاً بها فقط بل هذا في كثير من النساء أن المرأة لا تحب أهل زوجها والعكس، فهذه طبيعة في النساء، ولكن علاجها ليس بين يوم وليلة ولا بالأوامر والضغوط، ولكن بالحسنى والتدرج والنقاش الهادئ.

أخي! اعلم أن طبيعة المرأة أنها تتصرف بعواطفها لا بعقلها، وقد قيمها النبي صلى الله عليه وسلم أنها خلقت من ضلع أعوج؛ لذا من أهم العلاج الصبر عليها ثم علاجها بالتدرج ولا تظنن أنك إن طلقتها فستجد المرأة المثالية؛ فمعظم النساء هكذا ولكن عليك بالصبر واستعن بالله وبكثرة الدعاء والعبادة أن يهديها الله.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً