الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي أفكار وسواسية عن الأصدقاء.. ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ حوالي عام ونصف بدأت أشعر بفتاة وفتى، فأكون جالسة أمارس حياتي بشكل عادي، وفجأة أشعر أن فلانة حزينة أو في مأزق صعب أو تبكي أو حتى تشتاق إلي في بعض الأحيان، إلى ما مثل هذا، فعندما أتصل بها أجد أني محقة وأن مشاعري كانت صائبة، وبالمثل مع ذاك الفتى لكني لا أختلط ببنين، فكنت أدعو له!

بدأت أشعر بالقلق من شعوري بصبي، وأعتقد أنه اختبار من الله، في البداية قلت: هذا من الشيطان إذ لا يعلم الغيب إلا الله، وكنت أنتظر تلاشيه في رمضان لكنه استمر بل ربما بصورة أكبر؛ إذ كنت أشعر في بعض الأحيان ما إذا كنت سأرى هذا الشخص أم لا، ثم أصبحت أشعر بالعديد من الزملاء الفتية والفتيات، لا أخفي عليكم، سعدت بهذا، فشعور صديقاتي أني أشعر بهن عندما يحتجنني عمق العلاقة بيننا، لكني أشعر أنه لا يصح لي أن أشعر بفتى أجنبي، كما أن هذا الموضوع يؤخرني عن أداء ما أقوم به دون فائدة تذكر للطرف الآخر في بعض الأوقات، فما رأي سيادتكم فيما قرأتم؟ وما ترون علي أن أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مثل هذه الخواطر التي تنتابك هي نوع من الوساوس القلقية، وليست أكثر من ذلك، ودائماً الوساوس كما نؤكد في كل المرات تُعالج بتجاهلها، وعدم الانصياع لها، وإدخال فكرةٍ مضادة، ومحاولة التركيز على الفكرة المضادة؛ حتى نستبدل بها الفكرة الوسواسية، ويا حبذا لو كان مثل هذا التطبيق السلوكي في شكل واجب مدرسي منزلي؛ بمعنى أن تقومي بكتابة الفكرة الغير مرغوب بها المتعلقة بالفتاة أو الفتى، ثم تقومي بصياغة فكرةٍ متكاملة ومضادة للفكرة الوسواسية، وبعد ذلك تكرري عدة مرات الفكرة الغير وسواسية أو الفكرة الإيجابية، وبذلك يتم إن شاء الله السيطرة واستبدال الأفكار الوسواسية .

هنالك اعتقاد الآن مع وجود الأسانيد العلمية الكافية أن كيمياء الدماغ أيضاً تلعب دوراً في الوساوس والقلق، والمادة التي دارت حولها الأبحاث تعرف باسم سيروتينين، تُفرز في الفص الصدغي من المخ، وفي حالة الوساوس يكون هنالك نوع من التأرجح أو الاضطراب في هذه المادة، وعليه وُجد أن الأدوية الطبية النفسية التي تنظم هذه المادة تساعد بدرجةٍ عالية جداً في زوال هذه الوساوس.

ولذا أرجو أن تبدئي في تناول أحد هذه الأدوية، والأفضل لك هو دواء يعرف باسم بروزاك، وجرعة البداية هي كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعدها تُرفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم بعد الأكل أيضاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى كبسولةٍ واحدة في اليوم لمدة شهرين، وبذلك تكون مدة العلاج قد انتهت -إن شاء الله-، والتركيز على الإرشادات السلوكية الأولى يُعتبر بنفس الأهمية في تناول الدواء .

أما الحديث عن توارد الخواطر والفراسة، والتي ربما يربطها البعض بمثل هذه التجارب التي تحدث لك، فهو أمرٌ كثير التعقيد، ولا أعتقد أنه سيكون من المفيد الخوض فيه.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً