الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاكتئاب أوقف حياتي، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من حالة توقف عن كل شيء حتى خدمة أطفالي، الحالة تسوء وأشعر أني مقيدة وغير مفيدة، ولا أرغب في الخروج أو مقابلة طبيب أو حتى الكلام مع المقربين.

بدأت أتناول الفيلوزاك قرصا يوميا منذ 45 يوما بانتظام، أصبحت أعاني من الأرق والتوتر بعد الدواء وأهز رجلي كثيرا، وضعف تركيزي جدا، فهل أوقف الدواء وأذهب لأخصائي؟ لأني لا أستطيع تحمل تكلفة الجلسات، وخاصة أن الجميع مقتنع أني موهومة لدرجة أني صدقت ذلك، ولكن بعد اختبار نفسي أكثر من مرة عن طريق اختبار أرسلته أخصائية نفسية صديقة -أون لاين - تبين وجود اكتئاب حاد.

أرجو النصيحة، وخاصة في أمر الدواء الذي أخذته دون الرجوع لطبيب، ولكن قرأت نصيحة طبيب لحالة مشابهة في الاستشارات، بدأته وخائفة أن أوقفه، أرجو الإفادة للضرورة لأن حالتي تتدهور يومياً.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الهدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرض الاكتئاب يُعاني منه كثير من الناس، وكما ذكرت يُصيب حياة الشخص بالشلل، لأنه لا يستطيع أن يفعل أي شيء، ويكون متشائمًا، وليست له القدرة على فعل أشياء كثيرة، ويكون مزاجه مكتئبا، ولا يرتاح لشيء، ولكن لحسن الحظ علاج الاكتئاب له علاج، وعلاج فعّال، ولكن يختلف العلاج من شخصٍ لآخر، بعض الناس يستجيبون لمضادات اكتئاب معيّنة، وبعضهم يستجيبون لبعض مضادات اكتئاب أخرى، كما أن العلاج النفسي أيضًا - وبالذات العلاج السلوكي المعرفي - مهم.

على أي حال: لم تذكري جرعة الفلوزاك التي تستعملينها، ولم تذكري هل الفلوزاك أفادك في بعض أعراض الاكتئاب التي تحسين بها، والمشكلة أصبحت في موضوع النوم والأرق؟ لأن الفلوزاك معروف أنه يُسبِّب أرقا وقلقا، وبالذات في الأسبوعين الأوليين، ولذلك نحن ننصح عادةً باستعماله في وقت النهار، ولا يُستعمل ليلاً، وأحيانًا نكتب ونصف معه مُهدئا أو منوّما وبالذات في الأسابيع الأولى.

طبعًا الآن الأفضل مراجعة طبيب نفسي لمساعدتك، ولكن نصيحتي لك إذا كنت - كما ذكرتُ - تحسّنت بعض الشيء على الفلوزاك فيجب أن تستمري عليه وتتناولينه في الصباح وتُضيفين له دواء آخر يتم تناوله ليلاً، وهذا الدواء هو (ميرتازبين)، مريتازبين 15 مليجراما، هو من فصيلة أخرى، ويُساعد على النوم.

أمَّا إذا لم تستفيدي على الإطلاق من الفلوزاك؛ فيمكن أن تستبدلينه بدواء آخر مثل الـ (سيرترالين)، ويمكن إدخال السيرترالين بالتدريج والتوقف عن الفلوزاك بالتدريج، مثلاً: ابدئي بنصف حبة من السيرترالين ليلاً مع جرعة الفلوزاك التي تستعملينها لمدة أسبوع، ثم بعد أسبوع اجعلي السيرترالين حبة كاملة ليلاً، واجعلي الفلوزاك يومًا بعد يومٍ، وبعد أسبوعين أو أكثر يمكن الاستمرار في السيرترالين وسحب الفلوزاك نهائيًا، لأنه بعد هذا الوقت يبدأ السيرترالين في العمل -بإذن الله-.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً