الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع أختي التي تماطل في رد حقي وتتهمني؟

السؤال

السلام عليكم.

أختي طلبت مني مبلغا من المال فأعطيتها، وأخبرتني إنها سوف تسدده على أقساط في فترة معينة ووافقت، ولكنها أصبحت تماطل تقريبا عشرة أشهر، علما بأنها تستطيع دفع دينها ولكنها لا تريد، فسكت ولم أخبرها شيئا.

بعد فترة من الزمن بدأت تعطيني كل أسبوع جزءاً من المبلغ، والمشكلة أنها مرة تعطيني ومرة أخرى تدعي أنها أعطتني المبلغ، وهي كاذبة، وعندما أناقشها تبدأ بتلفيق الاتهامات بأني نصابة، فما الحكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يألف بينك وبين شقيقتك فما بينكما أكبر من الأموال، وأن يحقق لك السعادة والآمال.

احمدي الله تبارك وتعالى الذي أعانك على مساعدة هذه الشقيقة وننتظر من أمثالك من الفتيات الفاضلات أن تصبري على تقصيرها وتصبري على إساءتها كما صبرت على التأخير في أداء ما عليها، واحتسبي الأجر والثواب من الله تبارك وتعالى، واحتاطي في مستقبل الأيام على أن تسجلي ما يصلك منها، فإن الشريعة فيها أمر وفيها ندب على أن نكتب الدين، (فإذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه) وحكمة الشريعة في هذا حتى لا تحدث مثل هذه المنازعات ومثل هذه المخاصمات، ولا شك أن الأخت مقصرة وقد أساءت إليك وقد أحسنت لها، لكن لا نملك إلا أن ندعوك إلى الاستمرار في الإحسان، والاستمرار في الصبر عليها، كما أوصى النبي -عليه صلاة الله وسلامه- من جاء يشكو من إساءة قرابته (إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلي واحلم عنهم ويجهلون علي) ونبي الرحمة والصلة -صلى الله عليه وسلم- لم يأمره أن يقابل الإساءة بالإساءة، ولكن بشره -عليه صلاة الله وسلامه- فقال:" لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)، ومعنى: تسفهم المل: أي تطعمهم الرماد الحار، فقابلي تقصير الأخت وإساءتها بالإحسان والوصال، وبمزيد من الحرص في مثل هذه الأمور والمواقف والأحوال.

نحن سعداء جداً لأنك توجهت لموقعك قبل أن تخاصميها وقبل أن تجادليها، ونؤكد ونعيد بأن ما بينكما أكبر من الأموال، فاكسبي أختك وإن سخرت بعض المال، واجتهدي في تسجيل ما تبقى عندها من الأموال إذا أعطتك، واحتملي ما جاءك من الإساءة، واعلمي أن أجرك عند الله عظيم، إن حرصك على الصلة والمساعدة ينبغي أن يستمر، ألا تحبين أن يغفر الله لك، بارك الله فيك وفي أموالك وفيما رزقك، وشكر الله لك هذا العقل الذي دفعك للسؤال قبل أن تردي عليها الإساءة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الصبر، وإذا لم يصبر الإنسان على شقيقه وأخيه فعلى من سيكون الصبر، وبشرى لك فإن العاقبة للصابرين، ولا بأس من توسيط بعض إخوانكم في حل هذه المشكلة حتى لا تتفاقم وتصبح مشكلة أكبر وهي في الأساس بسيطة ولكن الشيطان يستغلها ليفسد أخوتكم.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله تبارك وتعالى ثم بالاستمرار في الإحسان لهذه الشقيقة ولغيرها من الأخوات، ونوصيك بكثرة اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، واعلمي أن ما عند الله خير وأبقى، وسع الله لك الرزق ورفع درجتك، ونكرر الترحيب بك في موقعك، وأستغفر الله لنا ولك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً