الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تربية الأبناء على طريقة شعرة معاوية

السؤال

السلام عليكم.

أنا أم حريصة على تربية أبنائي التربية الإسلامية المستقيمة ، ولي ابن يبلغ من العمر 15 عاماً، وآخر يبلغ 12 عاماً ، ولم آلو جهداً في إلحاقهما بمدارس تحفيظ القرآن عندما كانوا في سن أصغر من الآن، كما اشتريت لهما الأناشيد الإسلامية، والمحاضرات التي تناسب سنهما، وأشرطة الفيديو النافعة، والمجلات الهادفة، والكتب المتنوعة القيمة، وغير ذلك كثير، ولكنهما إلى الآن لم يلتزما طريق الاستقامة، ولم ينضما في جماعة صالحة مستقيمة، بل إنهما لا يصليان الفجر في وقتها، ويصرخان في وجهي عندما أوقظهما، بل ويقابلاني بالعنف والصراخ، والضرب أحياناً، واستعملت الترغيب والترهيب، وتارة أرتب مكافآت مادية على الصف الأول في الصلوات الأخرى، وتارة أرتب الجزاء على عدم الحضور للصلاه ، ووقعا في سماع الأغاني، وخاصةً الكبير ، وهو متمسك بصاحبين مثله تقريباً، وليسوا بأفضل منه، مع العلم أن البيت يخلو من الأب القدوة، أرجو منكم إرشادي، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة / أم عبد الله حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،

بدايةً أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعينك على هذه المهمة الخطيرة، وأن يوفقك لاختيار أفضل الوسائل وأنجحها لتربية أولادك .

كما أساله تعالى أن يهدي لك أولادك، وأن يجعلهما طائعين مطيعين لك، ومن أهل الصلاح والاستقامة والخلق الحسن

أختي أم عبد الله: أذكرك بشعرة معاوية رضي الله عنه والتي قال عنها ما معناه : ( ولو كان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، إن أرخوها شددت، وإن شدوها أرخيت ) أريد منك فعلاً تطبيق هذه القاعدة مع أولادك دائماً أبداً، خاصةً في مجال النصح والتربية، ولا تنسي أن أولادك في بداية مرحلة المراهقة يحتاجون إلى شيءٍ من الرفق والحلم، والصدر والصبر الجميل، واعلمي أن ما تبذليه من وسائل تربوية شرعية هادفة لم ولن تضيع هباءً منثوراً، وإنما سوف تسعدين بهم مستقبلاً إن شاء الله؛ لأن الله لا يضيع عمل عامل، كما وعدنا بذلك في كتابه وعلى لسان حبيبه صلى الله عليه وسلم، وكل علماء التربية متفقون على أن التربية الأولى -أي في مراحل الصغر- إذا كانت سليمة وصحيحة فإنها لا تضيع في المستقبل، وستكون سبباً إن شاء الله في استقامة سلوكهم وحسن أخلاقهم مستقبلاً، وما يحدث منهم الآن عبارة عن شيءٍ مؤقت سوف يزول مع الأيام؛ بشرط ألا تستعمل الأسلوب التصادمي، وإنما عليك بالأسلوب الحواري، واتركي لهم بعض التجاوزات إذا شعرت أنها قد تؤدي إلى ما هو أكبر منها في حال إنكارك عليهم، وحاولي الاستعانة ببعض الشباب الصالح ليتعرف عليهم بدون أن يعرفهم أنك السبب في هذا التقارب، فكما تعلمين أن الصاحب ساحب، وأن المرء على دين خليله، وعليك أولاً وأخراً وقبل كل شيء بالدعاء المستمر لهم ليلاً ونهاراً، ولا تدعين عليهم مهما كانت الأسباب، وابشري بخير فلن يضيعك الله، والله ولي الهداية والتوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً