الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زواج الشاب بفتاة متدينة في مثل سنه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أدرس في الجامعة، أحببت فتاة أعجبني فيها عفتها وأدبها فهي لا تكلم ولا تقف مع شباب في الجامعة، ولكن لا أعرف شعورها نحوي فأنا لم أكلمها ولن أكلمها لأني أحبها وأحترمها ولا أرضى لها ذلك، فكلمت والدتي أن تخطبها لي، فقالت أنها كبيرة فهي في مثل سني، فهل يعتبر عدم الفارق في السن مشكلة للزواج من هذه الفتاة؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Obeyda حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

نسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.. وبعد،،،

فإن الشاب إذا وجد فتاة مؤدبة تبتعد عن مواطن الرجال وتتجنب الكلام معهم، فعليه أن يحرص على الارتباط بها؛ لأن ذلك دليلٌ على أنها من بيتٍ طيب، وتحمل نفساً يملؤها الحياء، والحياء لا يأتي إلا بخير، وليس الفارق في العمر مشكلة إذا حدث التوافق ووجدت الميل إليها، فإن الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

والذي يظهر من كلامك أنها في نفس عمرك، وليست أكبر منك، وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بخديجة وهي أكبر منه بخمسة عشر عاماً.

وقد أعجبني حرصك على عدم الكلام مع تلك الفتاة الأجنبية عنك، وأسعدني حرصك على أن تطلبها رسمياً لتترك لها ولأهلها الفرصة الكاملة في القبول بك، وفي ذلك حفظٌ لماء الوجوه، ودليلٌ على كمال عقلك، وهذا ما نرجوه.

ونحن نتمنى أن تنجح في إقناع الوالدة والفوز برضاها؛ لأنه سبيل إلى توفيق الله، والبر يوصل إلى كل خير، ونقترح عليك أن تطلب من الوالدة القيام بزيارتهم للوقوف على أدب الفتاة وأحوالها واكتشاف مشاعرها، وسوف تتغير نظرتها بإذن الله، ولا بأس من أن يعاونك إخوانك والعقلاء من أهلك على إقناع الوالدة.

أما وصيتنا لك بعد تقوى الله والحرص على طاعته فتتمثل في المحافظة على هذه الأخلاق التي جعلتك تتبعد عن الكلام مع الفتيات، فإن الزواج طاعة، والعاقل لا يبدأ مشوار طاعته لله بمعصيته، فاجتهد في التوجه إلى من يجيب من دعاة، واشتغل بذكره وطلب رضاه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً