الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حاجة الطفل إلى أمه

السؤال

عندي طفل يبلغ من العمر سنتين ونصف، وأنا أعمل وأعود من عملي الساعة الخامسة عصراً، وزوجي معار بإحدى الدول العربية (أول سنة)، وابني ملتحق بإحدى دور الحضانة ويرجع منها في الساعة الواحدة أي قبلي بأربع ساعات.

قررت بعد سفر زوجي أن أظل في بيتي مع أهل زوجي على أن يرجع الولد من الحضانة عليهم وآخذه أنا بعد ذلك من عندهم، ولكن المشكلة أنه يرجع من الحضانة يظل يلعب ولا يأكل أو يغير ملابسه غير أنه يخرج في الصباح الباكر، وطبعاً لما أرجع أنا يكون قد تعب ويريد أن ينام فينام إلى الصباح فلا أمكث معه.

لا أعرف ماذا أفعل، أمي تريدني أن أمكث عندهم أيام العمل حتى يرجع الولد عليها، فتغير له وتطعمه وينام إلى أن آتي من عملي خصوصاً وأن الحضانة بجوارها تماماً، وهي طوال اليوم بمفردها فأبي وأخي في العمل وأختي في الجامعة، ولكن المشكلة أن ابني مرتبط جداً بأهل زوجي وأولاد عمه، ولكني أخاف عليه التشتيت فهو يرجع على جدته يلعب ثم آتي أنا فنأكل عندهم ثم بعد ساعات نطلع شقتي، فأنا حاسة أنه مظلوم معي، فماذا أفعل؟ وهل إذا أخذته عند أمي سيؤثر ذلك على نفسيته؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدّر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا... وبعد:

فلا شك أن الطفل يحتاج إلى عطف أمه ورعاية أبيه، ولا يوجد في هذه الدنيا من يسد مكان الأم، أما بالنسبة للحضانة أو الأهل فقد لا يقصروا لكن تظل حاجة الطفل إلى أمه هي الأهم، ومن هنا أرجو أن ترتبوا أوضاعكم مستقبلاً لتكوني إلى جوار هذا الطفل لوقتٍ أطول، حتى ولو اضطررت إلى تغيير العمل، أو حتى طلب إجازة لإكمال رعاية هذا الطفل.

وإذا كان الانتقال بالطفل إلى منزل الوالدة فيه مصلحة للطفل فلا مانع من ذلك، مع ضرورة أن يكون ذلك بعلم وموافقة الزوج؛ حتى لا يتأثر أهل الزوج بذلك، ويفهم الأمر على غير وجهه الصحيح.

وحاجة الطفل إلى اللعب لا تخفى، وهي جزءٌ من مراحل نموه، لكن ما ينبغي أن يترك طول يومه في لعب ولهو، فالحضّانة جزء كبير من برنامجها ألعاب ولا أظن أنه في هذه السن سوف يتأثر كثيراً ببعده عن الأطفال وأهل زوجك، مع ضرورة أن يكون هذا الأمر إن حدث فبالتدريج؛ حتى يعتاد الأمر، ولا تمنعيه من قضاء بعض الأوقات مثل أيام العطلات مع أهل زوجك ومع الأطفال الذين يحب أن يلعب معهم.

نسأل الله أن يهيئ لكما ظروفاً مناسبة تجمعك بزوجك وطفلك، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً