الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرغبة في الزواج بامرأة أخرى بسبب عجز الأولى عن الإنجاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعرفت على زوجتي وكانت مسيحية، وأكرمنا الله بفضله وأسلمت والحمد لله، والمشكلة الآن وبعد خمس سنوات لم تنجب بعد، وصرح الأطباء بأن لديها مشكلة في الإنجاب، وأنا أريد أن يكون لي أولاد بإذن الله، وأريد أن أتزوج ولكنها رفضت تماماً.

لا أدري ماذا أفعل؟ فإن تركتها فستتحطم حياتها، وهذا ما يؤلمني وأخشى عليها إن تركتها ألا تصلي ولا تصوم فهي تفعل ذلك، أأتزوج وأتركها أم ماذا؟ إنني في حيرة، عمرها الآن 46 سنة وعمري 32 سنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك وأن يكثر من أمثالك وأن يعوضك خيراً وأن يرزقك ذرية صالحة مباركة، وأن يصلح لك زوجك، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك فأنا سعيد جدّاً بأن أكرمك الله بالمساهمة في خدمة دينه وحمل أمانة الدعوة وأن جعلك سبباً في هداية زوجتك، وهذا في حد ذاته من دواعي الفخر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بشر أمثالك بقوله: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)، وقطعاً المقصود كما ذكر أهم العلم رجلاً كان أم امرأة، فأبشر بخير أخي وليد، واحمد الله على هذا التوفيق.

وكم أتمنى أن تواصل هذه الرحلة في الدعوة إلى الله وإخراج هؤلاء المساكين من الكفر إلى الإيمان، وبالتالي من النار إلى الجنة بإذن الله، وكم أتمنى أن تحث إخوانك المسلمين على ذلك وأن تشعرهم بأن هذا هو حق الإسلام علينا وأن الدعوة إلى الله واجبة على كل مسلم ومسلمة بحسب إمكاناته واستطاعته، وأن الأمة فيها جميع مقومات الاستطاعة، إلا أنها لم تحسن استغلالها بالصورة المناسبة.

وأما بخصوص زوجتك وعدم قدرتها على الإنجاب ورغبتك أنت في ذلك، فإنني أقترح أن تجتهد بداية في علاجها، وأن تبحث عن أطباء غير الذين عرضتها عليهم لاحتمال أن يكون هناك أفضل منهم، فعليك بذلك مع الاجتهاد في البحث والتحري وعدم التراخي، فإن وفقت لذلك فهذا ما نرجوه وتعيشا معاً حياة إسلامية راقية بلا منغصات أو خلاف.

وإذا قدر الله ولم ييسر لها الحمل لمانع لا يمكن علاجه فأقترح عليك أن تستعين ببعض الدعاة المتميزين من ذوي السمعة الحسنة لديكم ليساعدك في إقناعها بفكرة زواجك من أخرى، مع إعطائها الضمانات الكافية لحياتها ومستقبلها معك، وأن يبين لها أن هذا هو شرع الله وأنه ليس بمقدور أحد رده لأنه حل لمثل هذه المشكلة التي لا حل لها، واجتهد في ذلك وحاول معها وعليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يشرح صدرها لذلك، وتأكد من أن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليك به وأكثر منه وكذلك الصدقة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن لم توافق فأرى أن تتزوج غيرها وأن تدعها وشأنها مادامت غير راغبة في قبول الحق، ولكن اجعل هذا آخر شيء.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً