الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضيق الصدر واضطراب النوم وتقلب المزاج.. ما أسباب هذه التقلبات؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو لكم كل الخير والتوفيق.
سبق أن تلقيت منكم الكثير من التوجيه لي ولأقاربي وأصدقائي، وجزاكم الله خيراً.

سافرت إلى أسرتي في دولة غربية لزيارتهم إلا أنني اضطرب نومي هناك وشعرت بالتوتر في القولون وتغير في المزاج، ولكن سرعان ما تغيرت الأمور بدأت أتحسن ولكن كنت أشعر بالانقباض النفسي من حين إلى آخر.

وبعد أن انتهت إجازتي شعرت بتحسن وتعدل في المزاج والنوم، ولكن الأمر لم يستمر إلا أسبوعاً حتى شعرت بضيق في الصدر وتوتر وملل شديد، وتغير في النوم مع زيادة ضربات دقات القلب، خاصة بعد تناول بعض المشروبات، والآن رمضان قد حل ببركاته ولكن مزاجي ليس كما أريد، وأرغب في السفر مرة أخرى إلى أسرتي، ولكن أشعر بأن هذا الإحساس سوف يؤثر على حياتي العملية، فما هي أسباب تلك التقلبات؟ خاصة أنني أحياناً أشعر برغبة في الطعام وأحياناً كثيرة لا أشعر بذلك، وأشعر أنني بحاجة إلى استرخاء أبحث عنه ولكن لا أجده، وأشعر بالحزن على أسرتي، وعلى تلك الأعراض التي تفقدهم متعة الإجازة معهم دائماً، فما تنصحوني أن أفعل؟ وكيف يمكن التخلص من تلك الأعراض؟

هذا مع العلم أنني أقيم مع أسرة عمي في وضع غير مريح نوعاً ما، وأستمر في جو العلم أكثر من10 ساعات يومياً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

حالة القلق والتوتر وضيق الصدر واضطرابات النوم التي ذكرتها مع زيادة في ضربات القلب تدل على أنك تُعاني من حالات القلق النفسي، والتي تحمل صفات الهرع البسيط.

نستطيع أن نقول أن هذه الحالة قد تكررت معك، وهذا يدل على أن لديك نوعاً من الاستعداد لحدوث مثل هذا التغير النفسي، وهذا شائعٌ جداً وسط الناس، والمعادلة النفسية الصحيحة تقول: إن وجود الآثار أو العوامل المرسبة – أي عوامل الاستعداد- مع وجود الأسباب المهيئة –أي الأحداث والظروف الحياتية السلبية- ينتج عن ذلك الإصابة بحالةٍ نفسية.

وهذا هو الذي يحدث لك بالضبط، فأنت لديك العوامل المرسبة –أي عوامل الاستعداد-، وهذه العوامل حين تتفاعل مع أي ظروف سلبية حتى ولو كانت بسيطة تؤدي إلى ذلك.

أرجو كنوع من العلاج النفسي البسيط أن تحاول أن تعبّر دائماً عن نفسك أول بأول، وأن لا تترك الأشياء التي تسبب لك عدم الرضا أن تتراكم؛ لأنها سوف تؤدي إلى احتقانٍ نفسي يظهر في شكل قلق وتوتر.

الجانب الآخر هو أن تحاول دائماً أن تفكر تفكيراً إيجابياً، فكل ما أنجزته في الحياة يُعتبر عملا إيجابيا يجب أن تتذكره وتعمل على تطويره.

الشيء الآخر هو أنك إذا مارست الرياضة بصورةٍ متدرجة ومستمرة، وكذلك تمارين الاسترخاء، خاصةً التمارين التي تتعلق باسترخاء عضلات الرأس والبطن والقدمين، والتي تصاحبها أيضاً تمارين التنفس، بمعنى أن تأخذ شهيقاً بعمق، ثم تُعقبه بعد ذلك بالزفير بنفس المستوى، كل هذه الأشياء تؤدي إلى المساعدة في التقليل من الأعراض التي تعاني منها بإذن الله تعالى .

توجد الآن وبفضلٍ من الله أدوية سليمة وجيدة وفعالة سوف تناسب حالتك بإذن الله، والدواء المناسب لك هو العقار الذي يُعرف باسم سبراليكس، أرجو أن تتناوله بجرعة 10 مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم ترفع الجرعة إلى 20 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك تخفضها إلى 10 مليجرام لمدة شهرين أخريين، هذا الدواء من الأدوية الحديثة والسليمة والفعالة وقليلة الآثار الجانبية السلبية، فأرجو تناوله كما وصفته لك، وستجد -إن شاء الله- فيه خيراً كثيراً.

أما بالنسبة لتواجدك مع أسرة عمك، فأرجو أن لا تأخذ الأمر بسلبية وسوداوية، فانظر في الأشياء الإيجابية في علاقتك مع عمك وأسرته، وسوف تتغاضى عن السلبيات بالتدريج، وستجد أن هنالك أشياء جميلة كنت لا تلتفت إليها.

وختاماً: أسأل الله لك الشفاء، والمزيد من الاستقرار النفسي.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً