الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من طلب الوالد التأكد من موافقة البنت أولاً

السؤال

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وأحسن ختامي وختامكم، وشكر الله لكم وجزاكم الله خيراً على سعيكم لمساعدة أبناء الأمة الإسلاميّة في أمور دينهم ودنياهم، وبعد:
فلقد فرحت بمشورتكم وردكم الجميل، وأسأل الله أن يلهمني اتباع الخير، وأسألكم يا إخوتي في الله أن تقدموا لي تنويراً في هذا الأمر، وهو أن شقيق الأخت الذي حكيت لكم عنه وقلت لكم أنه يريد مساعدتي في الزواج، أصبح متردداً نوعاً في فتح هذا الملف مع والديه لصغر سنّه فهو ابن 17 عاماً ولعدم نضجه، علماً أنني أخذت مشورتكم وطلبت منه على الفور وبعد قراءة ردكم أن يناقش معي في كيفية طرح هذا الأمر على الوالدين فأصبح يطلبني أن أقوم أنا بالأمر.

الأمر الثاني: أنتم نصحتموني في المشورة السّابقة أن أتجنب أي اتصال أو علاقة مع البنت، وأنا أخاف من أن يقول والدي: أولاً تكلم مع البنت ثمّ إذا تمّ الأمر بالاتفاق بينكما فلا مانع لدينا نحن؛ لأنّ هذه عاداتنا كمجتمع، فكيف لي أن أجمع بين نصيحتكم الجميلة وبين هذا الموقف؟

حفظكم الله، أرجو منكم رداً عاجلاً وأنتم الوحيدون الذين أثق في استشارتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

فليس من الضروري أن يخبر شقيق الفتاة والديه إذا كان في ذلك حرج، ولكنه يستطيع أن يعرف رأي شقيقته، وينقل لك مشاعرها، وهذا أسلوبٌ طيب ومقبول، فإنه من السهل عليه أن يكلم أخته التي هي أصغر منه سناً، ويتمكن من معرفة رأيها، وإذا سألك الوالد فلا مانع من إخباره بموافقة الفتاة، وبعد ذلك يأتي دور والدك وأسرتك في إبلاغ رغبتك في الارتباط بأسرة تلك الفتاة، وفي هذا الأسلوب الشرعي حفظٌ لماء الوجوه، ودليلٌ على رغبة الأسرتين في الترابط وتوثيق الصلات والعلاقات.

أما إذا لم يطلب منك الوالد ذلك، وتولى المهمة بنفسه، فذلك هو الخير، وفيه مصلحة راجحة لكما في مستقبل حياتكما، فإن بعض الآباء يغضبهم أن يخاطب الأجانب بناتهم في هذا الخصوص من وراء ظهرهم، وربما دفع ذلك بعضهم إلى التعنت والشك في بنته وخطيبها، ومن هنا كان حرص الإسلام على تأسيس هذه العلاقة على أسس واضحة من الأخذ والقبول والتشاور والإعلان.

كما أن بعض الناس يستخدم الأمهات والخالات والأخوات في نقل الرغبة والمشاعر كخطوة أولى، ثم يأتي دور الرجال مكملاً للمهمة، وهذا أقرب على معرفة رأي الفتاة بوضوح ودون حياءٍ أو ضغوط.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً