الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندي خمول وكسل يؤثر على حياتي، فما العلاج المناسب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عندي ٢٢ سنة، عندي مشكلة أني دائما أشعر بالنعاس والخمول وقلة التركيز، حتى إذا نمت عدد ساعات كافيًا كذلك تكون عندي نفس المشكلة من الخمول وقلة التركيز.

جربت كل شيء، عملت تحليل غدد، وكبد، ودم، وكل شيء تمام، مع العلم أني ألعب رياضة كل أسبوع، لكن دائما نفس الخمول، والنعاس، وقلة التركيز.

قرأت على موقع إسلام ويب عن دواء اسمه بروزاك، ومتوفر في الصيدلية عندنا، هل آخذ منه؟ وكم المدة؟ وكم تكون الجرعة؟ ولو في دواء أحسن تنصحوني به؟

أرجوكم، أريد حلا؛ لأني الخمول يتعبني كثيرا ولم أعد أستطيع أن أذاكر أو أنجز أي شيء!

وشكرا جدًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

أيها الفاضل الكريم: الخمول قد يكون عادة مكتسبة في بعض الأحيان، وقد يكون سببه جسديا أو نفسيا. الحمد لله تعالى أنت من الناحية الجسدية سليم جدًّا، وحتى من الناحية النفسية لا أرى هنالك مشكلة واضحة، لكن في بعض الأحيان ما نُسمِّيه بالاكتئاب الخفي يمكن أن يؤدي إلى شيء من الشعور بالخمول. طبعًا أنا لا أقول أنك مكتئب، لكن أنا أحاول أن أضع الأسباب التي قد تؤدي إلى الشعور بالخمول والتكاسل وافتقاد الطاقات النفسية والجسدية.

أعتقد أنك يجب أن تحرص على أن تتعامل مع نفسك سلوكيًّا وتعالجها سلوكيًّا، هذا مهم، أولاً يجب أن تذهب للنوم مبكّرًا ليلاً، وتستيقظ لصلاة الفجر، وبعد ذلك يمكنك مثلاً أن تتناول كوبا من القهوة المركزة، وتدرس لمدة ساعة قبل أن تذهب إلى مرفقك الدراسي، تُصلّي، ثم تستحم، ثم تتناول كوبًا من الشاي أو القهوة، تقرأ شيئًا من القرآن، ثم تدرس لمدة ساعة، ثم تذهب للجامعة. أيها الفاضل الكريم: هذه البداية بداية عظيمة وانطلاقة قوية جدًّا، لأنك سوف تحس بالإنجاز، سوف تحس أنك استفدت من فترة الصباح، سوف تحس أنك استيقظت ولديك طاقات لأنك نمت مبكّرًا ونمت بصورة صحيحة. هذه النقطة نقطة مركزية وجوهرية لعلاج مثل حالتك.

وبعد ذلك أرجو أن تتجنب النوم النهاري، تجنّبه تمامًا، واحرص في غذائك، وخصص أوقاتًا للترفيه، وأوقاتا للتواصل الاجتماعي، وحاول أن تمارس رياضة جماعية، أفضل من الرياضة الفردية في مثل هذه الحالات، مثل كرة القدم مثلاً، الرياضة مهمة جدًّا جدًّا، لكن في حالتك الرياضة الجماعية سوف تكون مهمّة.

ويا أخي: يجب أن تكون لك مشاريع في الحياة، مشاريع مستقبلية، مشاريع آنية، مشاريع متوسطة المدى وبعيدة المدى، الإنسان حين يشغل نفسه بأمور جادّة تتولّد لديها طاقات، وهذا أمرٌ لا شك فيه.

وعليك بالدعاء: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل)، دعاء عظيم، تدبّره وتأمّله، وخذ به. اسأل الله تعالى أن يستجيب لدعائك.

بر الوالدين فيه خير كثير للإنسان، قد تستغرب إذا قلت لك أن بر الوالدين يُجدد الطاقات النفسية والذهنية عند الإنسان. هذا أمرٌ مجرب، فاحرص على ذلك.

العلاج الدوائي: ممكن نقول الـ (بروزاك Prozac) أو هنالك عقار آخر يُسمَّى (ويلبوترين Wellbutrin) ربما يكون أفضل من الـ (بروزاك)، جرِّب الويلبوترين، تناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح (مائة وخمسين مليجرامًا) لمدة ثلاثة أشهر، ثم مائة وخمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ واحد، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً