الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية نزع حب الأغاني من قلوب الشباب

السؤال

كيف تكون دعوة الشباب وخاصة من ابتلي بسماع الأغاني؟ وما هي أفضل طريقة لكسب ميولهم وجعلهم يتركون الاستماع؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فكم نحن سعيدين بشباب يحرص على بذل النصح والهداية لإخوانه، ويفكر في إنقاذ الغارقين في بحور الشهوات، والحيارى في أودية الشبهات، ونسأل الله أن يكثر في شبابنا من أمثالك.

ولا شك أن الداعية الناجح هو الذي يصل إلى القلوب قبل الآذان، ولن ينجح في ذلك إلا إذا سلك هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والحكمة هي وضع الشيء في نصابه مع مراعاة وقته ومقداره، والداعية الناجح يفهم دعوته، ويعرف أحوال من يدعوهم ويختار الأسلوب الأنسب لدعوتهم.

والشباب دائماً يحبون أسلوب الحوار والإقناع، ويحبون من يقدرهم ويحترم مشاعرهم ويعيش همومهم، وكان عليه صلاة الله وسلامه يهتم بالشباب ويثني عليهم، فكان يقول: (نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل)، ويقول: (نعم أنت يا خريم لولا إرخاء ثوبك)، ولعلنا لاحظنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أثنى على الجوانب الإيجابية ثم بنى عليها ونبه على السلبيات بلطف.

ولا يخفى على العاقل الآثار السيئة للغناء، وخاصة هذا الغناء الذي يتردد صداه في زماننا؛ لأن فيه دعوة للفحشاء والمنكر، بل وفيه مخالفات للعقيدة ودعوة للإشراك بالله كما ثبت ذلك من استعراض كلمات الأغاني، وللشيخ محمد صالح المنجد مؤلف صغير الحجم عظيم الفائدة سماه: (كلمات الأغاني في ميزان الشريعة)، ورغم أن الكاتب سكت عن ذكر كل ما يعرف من الشر إلا أن اللبيب تكفيه الإشارة.

ولذلك فإن حرمة الأغاني لا تحتاج لذكر الأدلة، وذلك لأن المخالفة لأحكام الشريعة في الكلمات، فكيف إذا صاحب ذلك المعازف، وأدى الأغنية رجل يتشبه بالنساء أو امرأة عاهرة متبرجة، وكما قال عمر بن عبد العزيز لمؤدب أولاده: "ليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الغناء، فإنه ينبت النفاق، ويذهب المروءة، ويتلف الحياء، وهو بريد الزنا. أو كما قال رحمه الله، ولله در الإمام مالك عندما قال: إنما يفعله عندنا الفساق، فهل يرضى شاب عاقل أن يكون في زمرة هؤلاء؟!

ونحن ننصحك بما يلي :-
1- لا تنصحهم أثناء سماعهم ولهوهم.
2- تدرج في نصحهم ولا تستعجل النتائج .
3- ابدأ بنصح الأفضل والأقرب إلى الخير.
4- اجتهد في إيجاد البدائل المفيدة والمناسبة.
5- اشغلهم بالقرآن، واختر أجمل الأصوات لأحسن القراء.

ولا بأس من اختيار بعض الأناشيد الإسلامية التي فيها دعوة للخير والبر والرجولة.
والله ولي التوفيق والسداد!



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً