الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهلي يطلبون مني نزع الخمار للبحث عن عمل.. ماذا أفعل؟

السؤال

أنا فتاة متحجبة أرتدي الخمار، لكن الآن أواجه مشكلة مع أهلي، طلبوا مني نزع الخمار وذلك من أجل البحث عن العمل.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حركات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
فإن الرزق لا يطلب بمعصية الله ومخالفة أمره، ولكن (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ))[الطلاق:2-3]، واعلمي أن الله يزرق الجميع ولم يجعل سبحانه بفضله المعاصي سبباً للرزق أو علاجاً للأمراض والمشاكل، والحرَّة تموت من الجوع ولا تأكل بثدييها أو بعرض جسدها للعيون الجائعة، فتمسكي بحجابك، واعلمي أن رسولنا صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، ثم وجهنا فقال: (فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، فخذوا ما حل ودعوا ما حرم عليكم، ولا يحملنكم استبطاء الرزق على طلبه بالحرام).

وما عند الله من التوفيق إنما ينال بطاعته، والمرأة لا تطلب العمل إلا إذا كانت بحاجة ماسة للمال، وكان المجتمع المسلم بحاجة إلى خدماتها، مع ضرورة أن يكون العمل مناسباً لأنوثتها، وفي بيئة العمل رعاية للآداب الشرعية، وعليها بعد كل ذلك أن تحافظ على حيائها، وتبتعد عن مواطن الرجال، وتجعل كلامها معهم في الحدود المقبولة شرعاً ووفق الضوابط المقررة في كتاب ربنا وهدى نبينا، قال تعالى: (( فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ))[الأحزاب:32] وقال تعالى : (( وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ))[النور:31] إلى غير ذلك من آداب وأحكام.

وأرجو أن تجدي من أرحامك وقريباتك من يساعدك على إقناع أسرتك بأهمية الحجاب، وأنه شريعة الله الذي فرض الصلاة والصيام، وتأكدي أن صبرك وإصرارك على الحجاب سوف يغير الوضع، ويعين المترددات على الالتزام بالحجاب.

وننصحك بتقوى الله وطاعته، وزيادة البر لوالديك والتعامل مع أهلك بالحكمة والأدب، وأكثري من اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، واعلمي أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ونسأل الله أن يجعل لك مما أنت فيه فرجاً ومخرجاً، وأن يلهمك وأهلك الصواب والسداد، ونسأله تبارك وتعالى أن يرزقك برجل صالح يغنيك الله به ويكفيك مؤونة الخروج والعمل، ويحفظك الله به من الأعين الجائعة والنفوس الجائعة.

والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً