الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد وفاة أمي جاءتني أعراض وسواوس بالموت

السؤال

السلام عليكم.

منذ 4 شهور -بعد وفاة أمي بشهرين- وكانت مريضة بسرطان، كنت أقرأ بشدة عن الموت، وكنت أجلس مرة وحدي، وبدأت تظهر علي أعراض الموت، وخفت بطريقة شديدة، لدرجة أني جريت إلى والدي وكنت أبكي وقال لي: اهدأ وهدأت، وكنت أحس بآلام في الصدر، وأقول: هذا قلب.

بعد 3 أيام ذهبت لدكتور باطنية وقال لدي جرثومة معدة، وأخذت العلاج، لكن في اليوم الثالث من العلاج، أحسست بنفس الأعراض، وأخذوني إلى المستشفى، وكنت سأقع، وذهبت إلى الطبيب وعمل لي كل الفحوصات، وقال: أنت كلك سليم، ليس لديك أي شيء من الأساس.

كنت في هرع أني سأموت، واستمر الوضع معي مدة شهر تقريباً، وبدأت أحس بأعراض أمراض أخرى، وذهبت لنحو 8 دكاترة، و كله سليم، والحمد لله.

أنا لا أعرف ما ذا عندي؟ وأنا تعبت ومنذ فترة جاءني دوار وبرد شديد منذ شهر، وظهر معها كوة تحت فكي الأيسر.

دكتور صديقي قال: هذه غدد لمفاوية، وكانت كبيرة وتتحرك، ومع علاج البرد بدأت تصغر جداً، ووصلت لحجم صغير، وبقي لها 3 أسابيع على نفس الحجم، وأحس بتنميل ووجع فيها ساعات، لكن قبل البرد ما كانت موجودة، وهي ليست ظاهرة، ولا بد من فحصها لأجل أحس بها، وأشك وأوسوس أنه مرض خطير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لديك قلق مخاوف، إن شاء الله هو ظرفي وعابر وليس دائما، أسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لوالدتك، ولا شك أن بعض الناس حين يسمع عن مرض معين – خاصة أمراض السرطان – أو يكون لديه قريب أو عزيز لديه يموت بهذا المرض تحدثُ مخاوف، وبعد ذلك يحدث ما نُسمّيه التماهي مع حالة المريض أو حالة المتوفى، ويبدأ الإنسان في الوسوسة والقلق والمخاوف الشديدة أنه لديه نفس أعراض ذاك المرض، والآن أصبح كثيرًا من الناس يوسوسون حول الموت وأمراض القلب وموت الفجاءة، لأنه حقيقة هذه الأحوال قد كثرت، وفي ذات الوقت الإنسان يعيش بأحاسيس كثيرًا ما يكون فيها جانب لا يقوده إلى أي طمأنينة.

الظاهرة التي تتحدث عنها تُصيب أناس كثيرين جدًّا، وكما ذكرت لك عليك بالثبات النفسي، وعليك بالتوكل، عليك بالدعاء، وأن تسأل الله تعالى أن يحفظك من كل مكروه، وتصرف انتباهك عن هه المخاوف، وتجتهد في دراستك، أيضًا يجب أن تُحسن إدارة وقتك، لأن الفراغ الزمني والفراغ الذهني والفراغ الفكري يؤدي إلى هذه المخاوف، ويجب أن تكون لديك أنشطة، أنشطة رياضية وأنشطة اجتماعية، وكما ذكرتُ لك الاجتهاد في الدراسة، أدِّ الصلاة في وقتها، الدعاء يبعث طمأنينة كبيرة جدًّا في نفس الإنسان، خاصة الأذكار، ويجب أن تثبت قناعاتك حول الموت أن الآجال بيد الله، وأن الموت لا يتقدّم وقته ولا يتأخّر من خلال الخوف منه أو خلافه، واسأل الله تعالى أن يُطيل عمرك في عمل الصالحات وأن يُحسن الخاتمة.

بالنسبة لموضوع الغدد اللمفاوية: هذا أيضًا أحد المخاوف الشائعة جدًّا، ويمكنك أن تتجاوزه من خلال أن تقنع نفسك أن هذا كلّه ليس صحيحًا، هذا كلّه جزء من المخاوف التي تعاني منها وليس أكثر من ذلك.

حتى تطمئن بصورة أفضل يمكنك أن تتناول أحد مضادات القلق البسيطة، عقار مثل (موتيفال) مثلاً، يمكنك أن تتناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أسابيع، ثم تتوقف عن تناوله.

أسأل الله لك التوفيق والسداد وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً