الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم التركيز والشرود الذهني خاصة في الصلاة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي مشكلة أعاني منها منذ زمن، وهي أني بمجرد أن أدخل في الصلاة أجد نفسي قد دخلت في دوامة من التفكير في أمور أحياناً تعتبر تافهة للأسف، حتى أنني أنزعج من نفسي بعد ذلك، لكن هذا أمر لا إرادي لأنني سبق وأن حاولت أن أجاهد نفسي على هذا لكن لا فائدة من ذلك، أرجو منكم النصيحة وأسأل الله أن تكون في ميزان حسناتكم، علماً أن هذه الحالة تلازمني حتى في اجتماعات العمل أو في المحاضرات العلمية.
والسلام عليكم ورحمة الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مقسط حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تُعتبر الصلاة من الناحية النفسية وقتاً للطمأنينة والتركيز، ولكن يحدث لبعض الناس أن تراودهم بعض الأفكار والاكترارات الذهنية في أثناء الصلاة، وربما يحدث ذلك في حالات القلق والتوتر والاحتقانات النفسية التي يكون فيها الإنسان لا يعبر عمّا في داخله بالصورة المطلوبة في المواقف التي يتعرض لها.

لابد للإنسان أيضاً أن يجاهد نفسه؛ حتى لا يترك مجالاً للشيطان أن يدخل عليه من باب القلق، ويعكر ويفسد عليه صلاته.
إذن: الجهد النفسي مطلوب، وأنت والحمد لله قلت أنك جاهدت نفسك في هذا السياق، ونرجو المزيد من المجاهدة، كما أنه ربما من الأفضل أن تلجأ في بعض الأحيان إلى صلاة الليل حيث السكينة والطمأنينة، وتحسن التركيز والانشداد النفسي والعاطفي نحو الصلاة ومضمونها العظيم.

أرى يا أخي أنك سوف تستفيد كثيراً من الأدوية المضادة للقلق، وسوف تحسن إن شاء الله من تركيزك في أثناء الصلاة وفي أوقات العمل والمحاضرات، والدواء الذي أود أن أصفه لك يُعرف باسم بوسبار (Buspar) وجرعة البداية هي 5 مليجرامات صباحاً ومساء لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 10 مليجرامات صباحاً ومساء، لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض إلى 5 مليجرامات صباحاً ومساء لمدة شهرين، ثم 5 مليجرامات في الصباح لمدة شهر واحد.

هنالك أشياء أخرى سوف تكون مفيدة، وهي تنظيم النوم لديك، ولابد أن تأخذ القسط الكافي من الراحة، كما أن ممارسة الرياضة ستكون مفيدة جداً، حيث أن الرياضة تحسّن التركيز، وذلك بحرق الطاقات الغضبية والتوتر، كما أن تحسن الدورة الدموية في أثناء الرياضة يؤدي إلى تحسن المقدرة الإدراكية في الدماغ لدى الإنسان؛ لأنه تكون هنالك كمية أوفر من الأكسجين والسكر الذي يتحول إلى سعرات حرارية.

سيكون أيضاً من المفيد أن تمارس بعض تمارين الاسترخاء، علماً بأنه توجد الكثير من الأشرطة والكتيبات التي توضح كيفية القيام بهذه التمارين، وفي أبسط حالاتها أن يستلقي الإنسان في مكان هادئ ويفتح فمه قليلاً مع غمض العينين، ثم يأخذ تنفساً أي الشهيق بعمق وبطء لمدة ما بين 45-60 ثانية، ثم يقبض الهواء قليلاً في الصدر، ثم بعد ذلك يخرج الهواء بنفس طريقة الشهيق أي القوة والبطء.
يُكرر هذا التمرين بمعدل 4-5 مرات في الجلسة الواحدة، بمعدل جلستين أو ثلاث في اليوم، وسوف يساعد إن شاء الله في تحسين التركيز.

لقد وُجد أن تناول الحليب الدافئ قبل النوم يُساعد في تحسين التركيز، ولابد أيضاً أن تتبع النظم الغذائية الصحيحة .

وأخيراً: إذا كان هنالك أي نوع من الأشياء التي لا ترضيك أو تزعجك، ولا تفصح عنها، فأرجو أن تغير من هذا المنهج، وأن تفرغ عن نفسك، وأن تعبر عن ذاتك؛ لأن الاحتقانات النفسية هي من أكبر أسباب التوتر والقلق وفقدان التركيز.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً