الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هذه نوبات هلع أم ماذا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني منذ ٧ شهور من غصة بالحلق، وبعدها بثلاثة شهور شعرت بألم في وسط الصدر وضيق تنفس، وراودتني الأفكار بأنها جلطة قلبية فذهبت أبحث عن أعراض الجلطة، وشعرت بعدها أنني سأموت.

بدأت نبضات قلبي بالتسارع الشديد، وخدران بالرقبة، وصعوبة بالتنفس، ذهبت مسرعًا لطلب المساعدة من عائلتي والاتصال بالإسعاف، وبعدها قال لي الطبيب: إن هذه نوبة هلع بدون أي فحص سريري.

بعدها ذهبت لعمل فحص للحنجرة بالمنظار، وقال لي الطبيب: هذا من التوتر، ووصف لي دواء اسمه سبرالكس، ولكن بعد قراءة المضاعفات لهذا الدواء لم أتناوله.

ومنذ ذلك الوقت أعاني كل يوم تقريبا من شعور بدوخة خفيفة، وزيادة في النبض، وخوف من البقاء وحدي في المنزل، أو الذهاب بعيدًا لوحدي خشية أن يحصل لي إغماء.

فقدت المتعة في حياتي، حيث تركت كل الأمور التي كنت أقوم بها يوميًا، وأصبحت أفكر في هذه الأعراض أغلب الوقت، وأنني على وشك الإصابة بالجلطة.

أتمنى منكم المساعدة، جزاكم الله كل خير، وجعله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

أخي: أنت لديك استشاراتٍ سابقة، كنتُ قد أجبتُ على الاستشارة التي رقمها (2445593) وذلك بتاريخ 27/9/2020، أي قبل شهر تقريبًا، وأتمنى أن تكون الإجابة التي ذكرتُها لك مقنعة، ومن الواضح جدًّا أن الأمر قد بدأ معك في شكل انقباضات عضلية أصابت الحلق، ثم عضلات القفص الصدري، وهذا هو الذي جعلك تحس بالغصة في الحلق، وكذلك الألم في وسط الصدر وضيق التنفس.

هذا وضع مثالي جدًّا من الناحية الوصفية لما نُسمِّيه بالتوتر النفسي الذي انعكس على عضلاتٍ وأدى إلى توترها، وظهرتْ لديك الأعراض التي ذكرتَها، الانقباض النفسي يؤدي إلى انقباض عضلي، وأكثر العضلات التي تتأثر هي عضلات القفص الصدري وعضلات فروة الرأس، وعضلات الحلق وعضلات القولون وعضلات أسفل الظهر.

بعد ذلك تدرَّج الأمر لديك، وبدأت المخاوف تزداد، حتى ظهرت نوبة الهلع أو الفزع، وهذه طبعًا نعتبرها دائمًا قاصمة الظهر بالنسبة للإخوة والأخوات الذين لديهم القابلية للمخاوف والتوترات، لذا حين انتابتك هذه النوبة ذهبت مُسرعًا لطلب المساعدة من العائلة، وتمّ الاتصال بالإسعاف.

هذا هو الوضع المثالي لهذه النوبات، مزعجة جدًّا، لكنها ليست خطيرة أبدًا، وهذا هو الذي يجب أن أؤكده لك.

فأرجو أن تصل لقناعات تامَّة بأن هذه النوبات هي نوبات قلق حاد، -وإن شاء الله تعالى- سوف تنصرف عنك، فلا تشغل نفسك بها أبدًا، وممارس الرياضة والتمارين الاسترخائية تُعتبر أمرًا مهمًّا جدًّا لعلاج هذه الحالات، ويجب أن تُحتِّم على ذلك، (الرياضة، التمارين الاسترخائية، التفكير الإيجابي، إدارة الوقت بصورة صحيحة) هذه كلها علاجات وعلاجات مهمة جدًّا.

وقطعًا عقار (سبرالكس) من الأدوية الرائعة، (استالوبرام) من أفضل الأدوية التي تُعالج نوبات الهلع، وأنا ذكرتُ لك في الاستشارة السابقة كيفية استعماله، وتدرُّج الجرعات وبناءها ثم الانتقال إلى الجرعة العلاجية وبعد ذلك جرعة التوقف التدرُّجي، ونصحتُك أيضًا بأن تُدعم العلاج الدوائي بدواء (دوجماتيل) والذي يُسمَّى (سولبرايد).

فيا -أخي الكريم-: أرجو أن تأخذ بالجوانب السلوكية، وكذلك العلاج الدوائي؛ لأن هذا يجعل الصورة الإكلينيكية مكتملة جدًّا، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً