الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاج الدوائي والسلوكي لحالات الخوف الاجتماعي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب في كلية الهندسة، عمري 24 عاماً، أعاني من مشكلة الخوف والخجل وارتفاع نبضات القلب بشدة والعرق الكثيف في وجهي عندما أتحدث أمام مجموعة من الناس وخاصة النساء، وبعض الأحيان عندما أقابل أشخاصاً لا أعرفهم، أو عندما ألقي موضوعاً أمام الفصل أشعر بارتباك شديد وزيادة سرعة نبضات القلب والعرق الكثيف وأنسى ما أريد أن أقوله، حتى إنه بعض الأحيان أعرق في البرد الشديد.

وأيضاً عندما أتحدث في التليفون أو الجوال، أحس بأني ضعيف الشخصية، ألوم دائماً نفسي حتى وإن كنت على حق، علماً بأني قد تركت والدي منذ الصغر لأعيش مع عمي في بلاد أجنبية، وكانت امرأة عمي تعاملني معاملة قاسية جداً سببت لي أذى كثيراً، وكانت تمنعي من اللعب مع أصدقائي والخروج من المنزل مهما كان السبب، وكانت تصرخ في وجهي إذا شربت عصيراً أو لبناً، وكانت تفضل كثيراً أولادها علي، بصراحة كانت لا تطيقني.

وبدأت لا أطيق أحداً وبقيت أفضل الجلوس وحدي، وأفكر كثيراً وأحس أن الناس قد يسببون لي الأذى إذا تحدثت معهم في موضوع، والآن ازداد الوضع سوءاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ مختار حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

هذه المشكلة التي تعاني منها هي حقيقةً تعرف باسم الرهاب أو الخوف الاجتماعي، وليس من الضروري أن يكون مردها المعاملة السيئة التي حدثت لك من زوجة عمك، وعلى العموم يجب أن لا يعيش الإنسان في اجترار الماضي بصورةٍ سلبية، فأنت والحمد لله طالب وتبلغ من العمر 24 عاماً، ولك المقدرة التامة على الاستقلالية والاعتماد على الذات.

أتفق معك تماماً أن الرهاب والمخاوف الاجتماعية تؤدي إلى كل الأعراض التي ذكرت في رسالتك، ولكن في نفس الوقت أود أن أطمئنك وأؤكد لك بصورةٍ قاطعة أن المخاوف الاجتماعية يمكن علاجها بصورةٍ تامة، ويتمثل العلاج في العلاج السلوكي، ويكون معه العلاج الدوائي.

أما العلاج السلوكي فهو يقوم على المواجهة والإصرار على مواجهة مواقف الخوف، وعدم التجنب، وتكون هذه المواجهة في الخيال أولاً، أي أن تتخيل أنك في موقف فيه الكثير من الناس، ولابد لك من مواجهتهم، وتستمر على مثل هذا التفكير يومياً لمدة لا تقل عن نصف ساعة.

أما العلاج الدوائي فتوجد الآن أدوية والحمد لله ممتازة وفعالة جداً، والدواء الذي نصفه في مثل هذه الحالة يعرف باسم زيروكسات، أرجو أن تبدأ بتناوله بمعدل نصف حبة في اليوم لمدة أسبوعين، ثم تُرفع الجرعة بنفس المعدل كل أُسبوعين، حتى تصل إلى حبتين في اليوم، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض العلاج بمعدل نصف حبة كل أسبوعين أيضاً حتى تتوقف عنه، وبما أنك تعاني من تسارع في ضربات القلب، والذي مرده هو الإفراز الزائد في مادة الأدرينالين، فأنصح لك في مثل هذه الحالة أن تتناول علاجاً مساعداً آخر، ويعرف هذا الدواء باسم إندرال، والجرعة المطلوبة في حالتك هي 10 مليجرام صباح ومساء لمدة شهرين، ثم يمكن التوقف بعد ذلك عن الدواء، ولكن يمكن تناوله عند اللزوم، أي إذا عاودتك مثل هذه الضربات.

أرجو التأكد بصفة قاطعة أن هذه الحالة يمكن علاجها، فقط عليك بالمواجهات السلوكية، والاستمرار في العلاج، والتفكير الإيجابي.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً