الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مشاكل في المنزل مصدرها زوجة أخي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخوتي الطيبين شكرا على هذا الصرح الرائع.

لا أعرف من أين أبدأ الكلام، المهم: أخي الكبير تزوج، وأدخل علينا زوجته (تعليم مبتدئ، لا تحسن أي شيء -للأسف- لا طبخ ولا كلام موزون، تثرثر كثيرا، وتضحك على أبسط الأشياء بصوت مرتفع يسمعه الجيران، تلهو بالهاتف)، هذا ليس من شأني.

المشكل أن بيتنا صغير، عملنا سنوات حتى ننتهي من مشاكل السكن ونرتاح، وإذ بنا نصطدم بزوجة أخي، أصبحت حياتي مملة في منزلنا، أشعر أنني غريب حقا، وهذا يقلقني، أمي أصبحت تخفي الأشياء في المنزل حتى لا تراها؛ لأنها تبذر، لقد ظننت أنه سيستقيل لوحده مع زوجته.

مع العلم أني وأمي وأبي كنا رافضين هذا الزواج، ببساطة معايير الزواج لا توجد.

لدي أخ يدرس أهتم به، وأخت مريضة منذ أن خلقت، وأبي وأمي أيضا يجب أن أهتم بهم.

بعض المرات ينتابني شعور أني سوف أصرخ بقوة، وأنهض عن الطعام، لا أحب ولا أريد أن ألتقي بزوجة أخي، وهي تريد التقرب مني، وطبعي لا أحب المشاكل وأتهرب منها.

الآن هي وزوجها يشاركون معنا كل شيء في المنزل، يعني الآن أصبحت أعول أسرة أخرى، أخي وزوجته، وهذا لن أقبله نهائيا، أنا أيضا تنتظرني حياة أبنيها إذا قدر الله ذلك.

ما العمل إخوتي؟

حقيقة المرأة عمرها أكثر من عشرين سنة، حياتها فارغة تماما، أين كانت تقضي وقتها؟ شيء يحز في النفس، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

هذا الكلام أحببت أن أتكلم به حتى أفرغ ما في جوفي حتى لا أنفجر.

الله المستعان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ زكريا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ابننا الكريم في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يعينك على بر والدك، وأن يعينكم على الصبر على زوجة أخيك، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.

لا شك أن وجود أكثر من أسرة في البيت أمرٌ لا يخلو من الإزعاج، ونتمنَّى أن يتمكن الأخ من إيجاد حياة خاصة به، ولكن على كل حال حتى يحصل ذلك ندعوك إلى احتمال هذا الوضع الذي يحدث، وكنَّا نتمنَّى فعلاً أن يُحسن شقيقك الاختيار، ولكن إذا كان هو راضٍ بهذا الوضع ويجد في نفسه الميل لهذه الزوجة، وهي راضيةً به، فأرجو أن تصبروا قليلاً، بعدها سيعيش حياته التي نسأل الله تبارك وتعالى أن يُسعده فيها.

وأرجو ألَّا يأخذ الأمر أكبر من حجمه بالنسبة لك، ونتمنّى أيضًا أن تُعيد الأسرة ترتيب الأمور حتى يجد الأخ الوضع الشرعي وتجدوا أنتم أيضًا الأوضاع الشرعية التي تُساعدكم، ونتمنَّى ألَّا تعطوا الموضوع أكبر من حجمه، فلا يوجد بيت يخلو من الإشكالات والصعوبات، ولكن الفرق هو في كيفية إدارة هذا المشكل الذي يحدث.

فعليكم أن تُعيدوا ترتيب الأمور وتوصلوا النصائح المهمة لهذا الشقيق، وعلى والدتك أيضًا أن تُوصل النصائح لبنتها التي أصبحت زوجة لولدها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينكم على الاستقرار، وأن يُعين شقيقك على النجاح في حياته والاستمرار.

ونعتقد أن شقيقك يستطيع أيضًا أن يُحدث تغيرات إيجابية في حق زوجته، ويَشجُّعَها على تنمية مهاراتها، وأرجو أن تتعلَّم من أسرتكم كثيرا من معالم الانضباط التي تتميزون بها.

ونسأل الله أن يُسعدكم جميعًا، وأن يُسهّل أمر هذا الأخ، وأن يوسّع عليكم في الرزق، وأن يُلهمكم السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه، ونتمنَّى ألَّا تحمِّل نفسك ما لا تُطيق، في النهاية هي زوجة لشقيقك ليست لك، وهذا الضيق الذي يحدث لك -إن شاء الله- سيكون له أجل أو موعد محدد، وعلى الجميع أن يسعى في تحسين الأوضاع، ونسأل الله أن يلهمكم السداد والرشاد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً