الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إخبار الخطيب أن خطيبته تتناول دواء نفسياً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في الحقيقة تعرفت على شاب متدين عن طريق الإنترنت، هو سبق له الزواج وله ثلاثة أطفال، ولم أقتنع بالزواج منه إلا بعد عناء طويل منه، والآن أنا ليس لدي تخوف كبير من أنني لن أستطيع التأقلم مع العيش مستقبلاً في بلده؛ لأنه من بلد عربي شقيق، ولا أعرف لأي مدى يمكن للزواج المختلط أن ينجح، فأرجو أن تفيدوني.

علماً بأنه متشبث بي لأقصى درجة وأنا أيضاً؛ لأنه إنسان طيب ويخاف الله عز وجل بالإضافة إلى هذا علاقتنا التي أظنها علاقة سليمة بإذن الله، مبنية من البداية على الصراحة في كل شيء، إنما من جانبي أنا لم أخبره عن شيء وهو أنني أتناول دواء (الأنافرانيل) من سنين؛ بسبب تعرضي لصدمة نفسية، وبسبب الفوبيا فلم أفلح في ترك هذا الدواء رغم محاولاتي الكثيرة، ومعنى هذا أنه حتما سيكتشف أنني أتناوله في يوم من الأيام، وربما اتهمني بالكذب.

السبب في كوني لم أخبره هو أنني لا أريد أن يعاملني على أنني مريضة نفسية؛ لأنني أكره تلك النظرة السلبية للإنسان المريض نفسياً وأنه ليس إنساناً طبيعياً مئة بالمئة، أردته أن يعرفني بدون أي انطباعات أو خلفيات، والآن أرجوكم أفيدوني هل أخبره الآن يعني قبل الزواج أم بعده أم ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خ.ب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أنا شخصياً لا أفضّل الزواج عن طريق الإنترنت، ولكن هذا بلا شك قد أصبح واقعاً ملموساً وموجوداً، والأسس والأطر للزواج السليم لا شك أنها معروفة لديك، فيجب أن يكون هنالك اقتناع تام من جانبك بجدية هذا الرجل، كما أن الزواج الصحيح يُعتبر ميثاقاً غليظاً، ولابد أن تتوفر فيه المحبة والسكينة والرحمة.

هنالك جوانب لابد من التحقق فيها، وهي أن هذا الأخ قد سبق له الزواج، فإذن ما هو وضع الأطفال؟ والشيء الآخر إذا كنت ترين أن هنالك صعوبة في العيش معه في بلده أو المكان الذي سوف يطلبه منك فهذا يمثل صعوبة حقيقية لابد من الوصول إلى علاجٍ لها قبل الشروع في الزواج.

أنا أنصح بأن تكوني معه صريحة وواضحة في أنك تتناولين علاجاً نفسياً، وأن تُطلعيه على تاريخ الحالة، فهذا هو الأفضل، وله الحق أن يمتلك المعلومات الكاملة عن صحتك الجسدية والنفسية، وهنالك جانب آخر هو أنه من الضروري أن تشركي أهلك في نقاش الموضوع والأخذ بنصيحتهم، فلابد للأُسر أن تعرف شيء عن بعضها البعض، هذا جانبٌ أرى ضرورة الاستقصاء فيه.

ختاماً: أنصح بمزيدٍ من التريث والدراسة والمشاورة في الموضوع، وأن تُطلعيه على أنك تتناولين علاجاً نفسياً، فهذا أمرٌ لا يمكن إخفاؤه ولا يصح إخفاؤه .

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً