الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية الجمع بين العلاج الدوائي والسلوكي لمرض الرهاب وكيفية التخلص من اضطراب النوم

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فعندي مرض الرهاب الاجتماعي منذ 25 سنة، واستخدمت كثيراً من العلاجات من قبل الأطباء مثل توفرانيل، زناكس، سروتين، وغيرها لا أذكرها، ولكن دون تحسن، والأعراض التي عندي هي: اكتئاب وتوتر، وخوف من مواجهة الآخرين، وتلعثم في الكلام، واحمرار بالوجه، ورعشة في الأيدي والأرجل، وهروب من مواجهة مشاكلي، وشرود ذهني، وصعوبة في التركيز، وتزيد الحالة إذا واجهت موقفاً أو اختلاطاً بالناس أو مقابلة شخصيات، مع العلم أن ما عندي موجود عند إخوتي ووالدي ووالدتي.

وأنا الآن أستخدم الزيروكسات وبجرعة تدريجية حبة صباحاً وحبة مساء ولي شهر وأنا أستخدمه، وأشعر بتحسن إلا أن العلاج يحدث لي يقظة فلا أستطيع أن أنام بسهولة، وهذا يعيد لي جميع الأعراض، فهل من علاج يساعدني على النوم دون أعراض؟ وهل الزيروكسات هو العلاج لمثل حالتي؟
ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ عمر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فالرهاب الاجتماعي يتميز بنفس الأعراض التي وردت في رسالتك، ولا شك أن العلاج عن طريق الأدوية من أفضل وأنجع العلاجات، إلا أنه من الضروري ألا ننسى العلاج السلوكي، فعليك أن تُكثر من المواجهة دائماً، وأن تكون هذه المواجهة عن طريق الخيال، أي: في تفكيرك، وألا تُهرب من المواقف الاجتماعية، حتى وأنت في أثناء الخيال، ثم تلجأ إلى التطبيق الفعلي والعملي، ويمكنك أن تبدأ بأقل المواقف خوفاً، ثم تتدرج إلى المواقف التي يكون فيها الخوف فيها أكثر سيطرة عليك.

بالنسبة للعلاج الدوائي فلا زال الزيروكسات يعتبر من أفضل وأحسن أنواع الأدوية، وكل الأبحاث تدل أنه يتفوق على بقية الأدوية في علاج المخاوف خاصة الرهاب الاجتماعي.

أرجو أن تستمر على الزيروكسات، ويمكنك أن تتناول هذه الجرعة حبة في الصباح وحبة ظهراً حتى لا يؤثر على نومك سلباً، علماً بأن الزيروكسات في معظم الناس لا يقلل أو لا يؤدي إلى اضطراباتٍ في النوم، ومن أجل أن يتحسن النوم لديك، من الأفضل لك أن تتجنب الأدوية المنومة؛ لأنها ربما تسبب التعود، فعليك أن تنظم الصحة النومية لديك، وذلك عن طريق ممارسة الرياضة في أثناء الصباح، وأن تتحاشى بقدر المستطاع النوم في أثناء النهار، كما أنه يجب ألا تتناول الشاي أو القهوة بعد الساعة السادسة مساءً، وكن أكثر حرصاً على أذكار النوم، فهذه إن شاء الله تساعدك كثيراً في النوم، وإذا صعب النوم لديك بدرجةٍ تؤدي إلى إجهادك وإرهاقك في الصباح، فيمكنك أن تتناول أحد الأدوية البسيطة، والتي لا تسبب الإدمان، مثل العلاج الذي يعرف باسم أتراكس (Atarax) وجرعته هي 25 مليجراماً ليلاً، وإذا كان غير متوافر فالدواء البديل يعرف باسم فينرجان (Phenergan)، والجرعة هي 25 مليجراماً أيضاً، علماً بأن هذه الأدوية ليس من المستحسن أن تُستعمل بصفة عامة، بالرغم من أنها لا تسبب التعود والإدمان كما ذكر.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً