الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعبت من الأعراض التي أشعر بها فهل هو مس أم ماذا؟

السؤال

السلام عليكم.

شكرا لكم على هذا الموقع الجيد، وشكرا لجميع العاملين به.
منذ فترة سنة تقريباً وأنا أعاني من عدة أعراض وهي: أحس أنني مريضة دائما، وليس لدي قوة، ولا أتقبل الطعام، وعندما أريد الصلاة أو قراءة القرآن أحس أن هناك شيئا يمنعني، ولكنني أقاوم، ولكن أحس أنه لم يعد لدي قوة، وأحس باكتئاب، وعصبية لا إرادية مع من حولي وأهلي.

عندما أكون لوحدي أحس بشيء يحضنني من الخلف، ويتلمس مناطقي الحساسة، ويتلمسني بكامل جسدي، وأرى كوابيس فقد رأيت أفعى تلاحقني، وامرأة ضربتني، وعدة كوابيس لا أذكرها قبل ذلك الأعراض.

رأيت شيئا أمامي وكأنه خيال دخل بي، ودائما أحس بشيء من حولي يتحرك عندما أكون لوحدي، أكثر شيء يضايقني أنه يلمسني ولا أستطيع فعل شيء، أرجو الإجابة، فصديقاتي قالوا لي من الممكن أن يكون مسا عاشقا، أو أنه حالة نفسية.

وأخيراً أشعر بأن هناك شيئا يمنعني عن الشخص الذي أحبه أرجو منكم الإجابة، أنا تعبت فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أنا أعتقد أن هذه الحالة سببها أنه في الغالب يكون البناء النفسي لشخصيتك يُسيطر عليه القلق والمخاوف والوسوسة، فمثل هذه القابلية النفسية تجعل الإنسان يمرُّ بنفس التجارب التي تحدثت عنها، لا أقول أنها توهمات، لكن قطعًا هي أشياء غير واقعية، هي مجرد مخاوف، ومجرد وساوس، وتوقعُّات سالبة.

فأنا أنصحك أن تذهبي وتقابلي طبيبًا نفسيًّا، أنت تحتاجين لبعض الجلسات النفسية، وتحتاجين إلى التدرُّب على تمارين الاسترخاء، وتحتاجين لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، هنالك أدوية ممتازة مثل الـ (سبرالكس) أو الـ (زولفت)، أدوية فاعلة وممتازة وغير إدمانية.

وموضوع المس: نحن نؤمن بوجوده قطعًا، لكن أنا أرى أن هذه حالة طبية وليس أكثر من ذلك، وحتى تغلقي باب المسِّ هذا احرصي على الصلاة في وقتها، وحافظي على الأذكار – خاصة أذكار الصباح والمساء – واحرصي على ورد من القرآن يومي، وقطعًا قناعتك سوف تزداد بأنك في حفظ الله ورعايته، ولن يصيبك إلَّا ما كتب الله لك.

ويمكنك كذلك أن ترقي نفسك بالرقية الشرعية (237993 - 2669- 2027)، أو أن تلجئي إلى راق أمين وثقة ممن يقرأ الرقية الشرعية من الكتاب والسنة، وعندها سيتبين إن كان هنالك شيء.

وعليك أيضًا أن تُحسني توزيع وقتك، وأن تتواصلي اجتماعيًّا، وأن يكون لك مشروع في حياتك، مشروع تعليمي، مشروع تطويري، دراسات عُليا، حفظ أجزاء من القرآن الكريم أو كلّه. فالإنسان الذي يكون له هدف ومشروع في حياته ينجح، ينجح كثيرًا حتى في بقية الأمور الأخرى، ويُحقِّق ما يبتغيه.

فأرجو أن يكون هذا هو منهجك، وقولك أن هنالك شيئًا يمنعك عن الشخص الذي تحبينه: حقيقة ليس لي كثيرًا لكي أقوله في هذا السياق، إن كنت تقصدين أن شخصًا مثلاً أبدى بعض الود حيالك بهدف الزواج، فأرجو أن يُعجّل في هذا، وأنا أرى أن المماطلة في العلاقات الوجدانية – مع احترامي الشديد للمشاعر – دائمًا تنتهي بنتائج فاشلة جدًّا، لكن على العموم نسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً