الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي وفر لأولاده القنوات الفضائية والأفلام

السؤال

تزوجت رجلاً ولديه أطفال، وهذا الرجل يوفر لهم جميع طلباتهم، ووفر لهم القنوات الفضائية بأنواعها وأفلام Dvd، ونصحته ولكن لا فائدة، وأنا لدي بنت ولا أريدها أن تتربى على هذه الفضائيات، فماذا أعمل؟؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ أم عبد الله حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فنسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.

شكرا لك على هذا الحرص على الخير، وكثر الله في أمتنا من أمثالك، واعلمي أن اجتهادك في إصلاح هؤلاء الأطفال يضمن لك – بإذن الله – صلاح ذريتك، وتذكري أنهم إخوان لأطفالك، واشكري زوجك على اهتمامه بأطفاله حتى لا يشعر أنك لا تريدين الخير لهم، وأنك لا تحبينهم ثم بيني له أضرار هذه القنوات، وحاولي ملاطفة هؤلاء الأطفال والاهتمام بهم حتى يحبوك، وعند ذلك سوف يستمعون لتوجيهاتك ويهتمون بملاحظاتك، وحاولي بيان ما في تلك القنوات من المخالفات واحرصي على إيجاد البدائل المناسبة حتى ينشغلوا عن مشاهدة الشر والفساد، وإذا لاحظت أنهم ينظرون أشياء لا تليق فقولي بلطف هذا حرام، هذا لا يرضي الله، المسلم لا يكون هكذا حتى يكتسبوا حصانة ضد تلك المناظر، ولاشك أن هذا الحل مؤقت لكن الحل الجذري يكون بإقناع الزوج حتى يخرج هذه الشرور ويستبدلها بقناة المجد التي تلبي حاجات الأطفال وتتميز بحسن عرضها وتحليلها للأخبار وتشتمل على برامج علمية متميزة.

وأرجو أن تكون المحاولات متدرجة، وأن يكون النقاش بعيداً عن الأطفال، ومن الضروري أن تزيدي من احترامك لهذا الزوج خاصة في وجود أطفاله له.

ولا تيأسي فإن المسالة تحتاج لوقت حتى يقتنع الزوج، وننصحك باختيار الألفاظ المناسبة والأوقات الفاضلة، وعليك بكثرة اللجوء إلى الله والاجتهاد في غرس القيم الفاضلة في نفوس الأطفال، وكوني عوناً لزوجك على الخير، واحرصي على طاعته حتى تتمكنوا من السيطرة على قلبه، فإن ذلك يساعده على الاستجابة لنصحك، وذكريه بأنه راع ومسئول عن رعيته، وأن الاستجابة لكل الطلبات وكثرة الدلال ليست في صالح الأطفال، وأن الحب الحقيقي يكون بوقايتهم من غضب الله وعقابه قاله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ..))[التحريم:6]، ونسأل الله أن يغفر الذنوب ون يستر العيوب.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً