الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حل المشكلات الصغيرة بين الزوجين يحمي علاقتهما ويحفظ بيتهما

السؤال

هو ليس سؤالاً لكنها مشكلة، أو على الأقل هي مشكلتي التي أود لو تساعدونني في حلها، فأنا أشعر أن هناك فجوة كبيرة بيني وبين زوجي، ولا أدري ما سببها، أنا أم هو؟
ولكثرة ما تؤثر فيَّ الخلافات معه أشعر ليس فقط بأفضلية الانفصال بل وبحبي للعيش وحدي مع ابنتي، وأحس أنني ومنذ زواجي وحتى الآن تغيرت كثيراً، تغيرت خصائصي النفسية، طباعي، عاداتي، أخلاقي (أعني أخلاق التعامل مع الناس كالصبر والحلم ... إلخ) وحتى إنني أشعر بعدم مقدرتي على تذكر أصل خلافاتي معه، ولا أدري كيف وصلت معه لهذه الدرجة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ جورية حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يصلح الأحوال وأن يبارك في الآجال، وأن يصلح الزوجات والرجال، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من سيئ الأقوال والأفعال.
لابد من السعي في ردم الفجوات وتقريب المسافات، وذلك بالتوجه إلى رب الأرض والسماوات الذي يجيب المضطر ويكشف الملمات، فلا تستجيبي للمشاعر السالبات، وتذكري ما في زوجك من الإيجابيات، ولاشك أن الصمت إذا ساد في البيوت وسيطرت روح اليأس على النفوس وجد الشيطان فرصته في تفريق الصفوف، وليس في الانفصال خير ولن تسعد هذه البنت إلا بوجود والدها إلى جواركم، وخاصة عندما تكبر فسوف تبحث عن أبيها.
ومن الخطأ ترك المشاكل الصغيرة دون مناقشة وحل؛ لأن الجبل يتكون من الحصيات الصغيرات، فلا تحتقري المشاكل الصغيرة فإن الجبال من الحصى، وربما كان سبب النفور وهمياً، والشيطان يغرس العداوات ويفرق الجماعات، ويفرح لخراب البيوت.

ونحن ننصحك بفتح أبواب الحوار مع هذا الرجل، ومعرفة الأشياء التي تضايقه وإخباره بالأمور التي لا ترتاحين لها، وأرجو اختيار وقت مناسب لهذا الحوار، ونحن ننصحك بالتوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، ونوصيك بأن تصلحي ما بينك وبين الله وسوف يصلح الله ما بينك وبين هذا الرجل، وتجنبوا الذنوب والمعاصي فإنها تحرم الإنسان التوفيق والسعادة فللمعاصي شؤمها.

وأرجو أن تتذكروا الأيام الجميلة والصفات الحسنة، فإنه لا يوجد إنسان ليس فيه إيجابيات، والإنصاف يقتضي وضع الحسنات إلى جوار السيئات، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث وكفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه، فإن الله يقول: ((وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا))[النساء:19].
والمسلمة تلتمس لأخيها العذر فكيف إذا كان المسلم هو زوجها ووالد بنتها الذي اختارها من دون النساء وارتضاها أماً لعياله!؟ ولابد من بحث الأسباب الحقيقية لهذا النفور والاجتهاد في علاج القضية من جذورها، وربما كان السبب هو تقصير الزوج في حق الفراش أو النفقة أو لعدم الاهتمام بمشاعر زوجته، وأرجو أن تعلمي أن المرأة إذا هدمت عشها بيدها تندم على ذلك، فلا تتعجلي هذا الأمر ولا تحرضي زوجك على الطلاق وتدفعيه إلى الفراق، وتذكري حاجة هذه الطفلة إلى والدها.
والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً