الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم الثقة بمشاعر الآخرين

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي التي أعاني منها هي عدم الثقة، ليس عدم الثقة في نفسي، كلا، وإنما عدم ثقتي بمشاعر الناس حولي، فمن المستحيل أن أصدق أن أحداً يحبني مهما كانت درجة قربه مني، بل من المستحيل أن يحبني أو يهتم بي أحد، مستحيل فضلاً عن أن أصدق هذا الأمر أو أكذبه، فحتى لو حلف لي ـ وهذا لن يحدث أبداً - حتى لو حلف لي بأغلظ الأيمان لما صدقت، قد تظن ـ ولك الحق في ذلك ـ أنني لا أحب أحداً لكن والله الذي لا إله إلا هو إني أحب الناس وأفرح لفرحهم، وأسعد غاية السعادة لسعادتهم، وأتألم لألمهم، وأدعو لمريضهم حتى لو لم أعرفهم بل في بعض الأحيان أتمنى لو أطعمهم بيدي حتى الكبار منهم عندما أراهم متعبين أو لا يهتمون بصحتهم، وأنا سعيدة بهذا الشعور كثيراً.

أنا لا أؤمن بهذا الحب عليهم لا والله ولا أذكر ذلك لك مباهاة، ولكن حتى ترى التناقض الذي أحمله في نفسي، فهذا الأمر سبب لي مشاكل كثيرة وأزمات في حياتي، فكيف تتصور حياة إنسانة لا تصدق أو لا أحد يحبها أو يهتم بها؟!


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/نوال حفظها الله.‏
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله أنك تحبين الآخرين وتحاولين مساعدتهم بشتى الطرق، وهذا في رأيي شيءٌ جميل وعملٌ طيب.‏

أما بالنسبة لمشاعرك السلبية، واعتقادك أو عدم ثقتك بمشاعر الناس حولك؛ فأعتقد أن هذه حالة ‏وسواسية أو مخاوف وسواسية غير مبررة، والوساوس دائماً تحُارب بضدها، وتحُارب بتحقيرها وعدم ‏الاهتمام بها، وربما يكون أيضاً لديك بعض الصعوبات البسيطة في شخصيتك، أي أن شخصيتك ربما ‏تحمل بعض الصفات الظنانية البسيطة، والظنان في بعض الحالات يكون موجه نحو الآخرين، وفي بعض ‏الحالات يكون موجه نحو الذات، أي أن ثقتنا قد تهتز بالآخرين أو ثقتنا نحو أنفسنا ومشاعر الآخرين ‏نحونا ربما تكون مهتزة‎.‎

الشيء الذي أقوله لك: الحمد لله أنتِ قد تغلبت على الشق الأهم في علاقاتك الإنسانية، وهو أنك ‏تحملين مشاعر إيجابية نحو الآخرين، بل تقومين بأفعال وأعمال طيبة وخيرة لهم، ويجب أن يكون هذا هو ‏منطلقك الأساسي للتخلص من الفكرة الوسواسية الظنانية السلبية.‏
قولي لنفسك: إن فكري غير مبرر، وإن فكري غير صحيح؛ فبما أني أحب الناس وأريد لهم الخير فلابد ‏أنهم يحبونني ويريدون لي الخير وإن كانوا ليسوا كلهم، أرجو أن تغرسي هذه الفكرة الجميلة في نفسك.‏

الشيء الآخر أرى أنك سوف تستفيدين كثيراً من بعض الأدوية المضادة للوساوس القهرية، والدواء الذي ‏يمكن تناوله يعرف باسم فافرين، والجرعة التي أنصح بتناولها في البداية هي 50 مليجرام ليلاً بعد الأكل ‏لمدة أسبوعين، ثم ترفعي الجرعة إلى 100 مليجرام ليلاً بعد الأكل أيضاً، وتستمرين عليها لمدة ثلاثة ‏أشهر، ثم تخفضي الجرعة مرة أخرى إلى 50 مليجرام لمدة شهرين، وبعد ذلك يمكنك التوقف عن العلاج‏‎.‎

أرى أنك الحمد لله ليست لديك صعوبات أو مشاكل حقيقية؛ فقط عليك التخلص من هذه الفكرة ‏السلبية الوسواسية، وأن تبني أكثر على مشاعرك الإيجابية حيال الآخرين، حتى تساعدي نفسك في ‏التخلص من الشعور السلبي.‏

وبالله التوفيق‎.‎


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً