الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف نتعامل مع أخي العدواني المؤذي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكر موقع إسلام ويب لأني استفدت منه كثيرا.

سؤالي: كيف أتعامل مع أخي الأصغر، فهو عدواني منذ أن كان صغيرا، ووالدي يضربه بقسوة، لأنه من الصغر وهو لا يسمع الكلام ويؤذي الناس بالضرب.

علما أنه يحفظ القرآن الكريم كاملا، ولم يتحسن، وأظن أنه مريض نفسي، وهو عدواني ودائما أمي تشتكي منه، كنت في البداية أقول لأخواتي سرا أن والدي هو السبب في ذلك، لأنه يضربه بقسوة، ودائما يجلس معنا في المنزل كأنه أنثى، وأصبح يؤخر الصلاة، أخبروني، ما الحل؟

وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عائشة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب، وأشكرك على اهتمامك بأمر شقيقك هذا، والذي كنتُ أتمنى أن توضحي عمره، لأن ذلك قد يُساعد في توضيح بعض الآفاق المتعلقة بسلوكه، ولكن ما دام يحفظ كتاب الله فهو قطعًا قد تخطى أو في سنوات المراهقة.

هذا الابن - حفظه الله - يحتاج قطعًا لتقييم نفسي مباشر ودقيق، هذه السلوكيات العدوانية التي تظهر منه مع حفظه لكتاب الله تحتاج بالفعل لتدارس سلوكي دقيق وسليم.

البيئة التربوية تلعب دورًا كبيرًا في تأصيل شخصية الإنسان وسلوكياته المستقبلية. العدوانية سلوك مكتسب، وكثير من اليافعين والشباب وحتى الأطفال في سنِّ الطفولة المتأخرة يكتسبون العدوانية لأنه قد اعتُديَ عليه، بمعنى أن الطفل إذا تمت معاملته بقسوة أو كان الضرب هو منهج التخاطب معه، ولا توجد أي حوافز إيجابية في بيئة الطفل، هذا قد يجعله أن يكون عدوانيّا، ومثبّطًا، ويُعبّر عن ذاته من خلال المنافذ السلوكية الخاطئة.

لا أرى أي مؤشرات تُفيد أن هذا الابن يعاني مثلاً من مرض عقلي أو ذهاني، أو مُصاب بمتلازمة فرط الحركة، لا أرى مؤشرات لذلك، وهذه هي الأسباب العامة للعدوانية المرضية.

فالذي أقوله أن هذا السلوك غالبًا هو سلوك سلبي اكتسبه الطفل، ويجب أن نتعامل معه بمناهج تربوية جديدة، وذلك حسب عمره، وأهم شيء أن نتجنب انتقاده، أن نحفزه على الإيجابيات حتى وإن كانت صغيرة، أن نعطيه بعض المهام التي يقوم بإنجازها، وأن نناصحه ونتكلم معه بصورة إيجابية، وألَّا نقلل من شأنه. هذه هي الأسس الأساسية للتعامل مع هذا الشاب، وبما أن الوالد كان يضربه بقسوة - وهو الآن يجلس في المنزل كأنه أنثى - هذا دليل واضح أنه لديه مشاكل في هويته، مشاكل في نظرته نحو ذاته، أصبح يُؤخّر الصلاة؛ هذا أيضًا ربما يدلُّ على عدم اهتمامه بالأمور العظيمة في الحياة، ربما يكونُ محبطًا، فهذه من الواضح أنها سلوكيات تدلُّ على مشاكل في نمائه النفسي.

إذًا التقييم لحالته مهم، وإذا تمّ هذا من خلال طبيب نفسي أيضًا سيكون هذا هو الأفضل، والتعامل معه يكون على الأسس التي ذكرتها، الأسس الإيجابية، وتجنب السلبيات، ولابد أن نجعله يلعب دورًا في الحياة، والصلاة يجب أن يصطحبه أحد من إخوته، أو حتى الوالد، أو صديق يُشجّعه، ودائمًا نعطيه رسائل إيجابية، ونتجنب الانتقاد والانتقاص.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً