الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا في حيرة من اختيار أفضل وظيفة عمل، هل من توجيه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ فترة كنت عاطلا عن العمل ولزمت الدعاء بأن يرزقني ربي العمل، ثم حصلت على عمل براتب قليل لكني رضيت وصليت لله شكرا، وفي كل صلاة كنت أطلب من الله أن يرزقني من واسع علمه، ويفتح علي أبواب رزقه وخزائنه ورحمته علي.

والآن استجاب ربنا لي -الحمد لله- وأرسل لي 3 عروض كلها مغرية أحدها في بنك إسلامي، وآخر في شركة مرموقة والأخير في منصب جيد، واحترت إلى أين أذهب! فاستخرت مرتين ولا زلت أستخير، إما يوميا أو يوم بعد يوم، وشعرت بالراحة لجميعها، حتى أني قد حلمت قبل الاستخارة أني جاءني خبر مفرح بخصوص وظيفة البنك وسجدت شكرا لله، لكن أحد العروض يتصل بي بشكل شبه يومي ليخبرني أن أباشر العمل من اللحظة، فهل هذه إشارة من الله أن أذهب أم أن الحلم هو الإشارة؟ مع العلم أن البنك لم يتصل بي إلى هذه اللحظة.

والعرض الثاني فلقد اجتزت المرحلة الثانية وبانتظار اتصال، لكن إلى الآن لا أعرف ماذا أختار! فأنا في حيرة من أمري، فكل خيار له حسنات وسيئات تقريبا تجعلهم كلهم على نفس المستوى، وأنا لا أنظر إلى المردود المالي وإنما أريد الذي يرضاه الله لي ولديني ودنياي.

أنا في كل صلاة أدعو ربنا أن يختار لي هو، فأنا لا أريد الاختيار، فأنا راض بأي شيء يأتيني به الله من فضله حتى لو كان ليفقرني، فيكفي أنه من الله سبحانه وتعالى، فأي شيء سيأتيني الله به سأقول رضيت ربي رضيت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك ولدنا الحبيب في استشارات إسلام ويب.

أصبت –أيها الحبيب– حين لجأت إلى ربك، وقرعتَ بابه وأكثرت من دعائك، وقد أكرمك الله تعالى بإجابة دعائك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك من فضله. كما أحسنت أيضًا في لجوئك إلى الله تعالى باستخارته، هذا كلُّه من أمارات التوفيق، نسأل الله تعالى لك المزيد.

وليس بعد الاستخارة علامة مُحددة –أيها الحبيب– تعتمد عليها لتدُلّك على أن الله اختار لك الأمر ذاك أو ذاك، فلس من علامات الاستخارة رؤيا منامية ولا غير ذلك، ولكن الاستخارة أنك تطلب من الله تعالى أن يختار لك أفضل الأمور، فما يُقدّرُه الله تعالى بعد ذلك لك فهو خيرٌ -إن شاء الله-، وهو الذي اختاره الله تعالى لك.

وأمَّا عن التوجُّه إلى أحد هذه الخيارات: فما دامت في مستوى واحد من حيث السيئات والحسنات فنصيحتُنا لك أن تُبادر إلى المتيسّر منها، وألَّا تنتظر ما لم يصل بعد، فالفرص تحتاج إلى حرص ومبادرة، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله، ولا تعجز).

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً