الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاحتياطات اللازمة في حالة تزويج الغربي المسلم

السؤال

السلام عليكم

ابنتي تبلغ من العمر 20 سنة، تعرفت على شاب مسلم فرنسي، وتقدم يطلب يدها، ولا أخفي عنكم أن أخلاقه طيبة رغم أني كنت أفضل لها شاباً مغربيا، وافقت مبدئياً.

أرجوكم إخواني جزاكم الله أن توجهوني إلى الاحتياطات التي يجب اتخادها خاصة أنها ستصاحبه إلى فرنسا.
ولكم مني خالص الشكر والامتنان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسْأل الله أن يُبارك لابنتك ويبارك عليها ويجمع بينهما في الخير، ونسأل الله العظيم أن يلهمنا رشدنا ويُعيذنا في شرور أنفسنا.

فإن (الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)، و(ليس للمتحابين مثل النكاح)، وإذا كان الشاب مسلماً وطيب الأخلاق، وانطباعكم عنه طيب فلا داعي للتردد، وتذكر أن المسلمين عند شروطهم، ولعل الخير في هذا الشاب، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله.

أرجو أن تحرصوا على استمرار التواصل مع هذه الأسرة الوليدة، مع ضرورة تحريض ابنتكم على التمسك بأحكام الإسلام، والحرص على طاعة صاحب العظمة والجلال، وخير وصية تقدمها لابنتك وزوجها هي ما أوصى به رسولنا صلى الله عليه وسلم ابن عباس حين قال له: (احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك).

كما أرجو أن توصيهما بأن يحتكما إلى كتاب الله وسنة نبيه إذا حصل اختلاف، فإنهما اجتمعا في ظلال الإسلام، ولولا هذا الدين العظيم لما حصل هذا الرباط بينهما.

لا يخفى على أمثالكم أن البيئة لها آثارٌ كبيرة على الإنسان، ولذلك ينبغي أن يبحث عن مناطق يكثر فيها المسلمون وتوجد فيها مراكز إسلامية ومساجد؛ حتى يسعدوا بصلاة الجماعة ومراكز القرآن والدروس والمحاضرات.

ننصحك بأن تدعوه إلى حسن معاشرة زوجته؛ حتى لا يجمع عليها مع آلام الغربة سوء العشرة، ومن الضروري أن تحرص ابنتكم على حسن معاملة أهله، واحترام مشاعرهم، واعلموا أن الطريق إلى قلب الرجل يكون باحترام أهله وتقدير ظروفه، وإظهار الاهتمام والحفاوة به.

لعل من المفيد لهما الارتباط ببلد الإسلام (المغرب) والعودة إليه كلما أتيحت لهما الفرص، والإكثار من السفر إليها بعد مجيء الأولاد؛ حتى يرتبطوا بالمجتمع المسلم، ولا تنس أن توصيهم بوصية الله للأولين والآخرين، قال سبحانه: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) [النساء:131]، وإذا حرص الإنسان على التقوى يسر الله له أمره، وغفر له ذنبه، والله سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً