الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق وتوتر منذ الصغر فبماذا تنصحونني؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 23 من سنة، أعاني من توتر وقلق وخوف منذ الصغر فعندما كنت في الصف السادس الابتدائي شعرت بضربات قلب سريعة جدا ذهبت لوالدي وقاما بالكشف علي عند الكثير من أطباء القلب، وكلهم أجمعوا على أن قلبي سليما، ولا أعاني من أي مشاكل جسدية، وأحدهم قال: إنها مشكلة نفسية.

وعندما كنت في الثانوية العامة ظهرت لي بقع بهاق بسبب التوتر والقلق، تأتيني ضربات القلب السريعة عند التفكير في شيء ما وتجعلني غير قادر على النوم تماما، وتأتي أحيانا كأنها نوبات فزع مثالا على ذلك: عندما أكون في المواصلات دائما أنظر للطريق في خوف وقلق من أن يحصل حادث، دائما أفكر في المستقبل وأقلق، فما حل مشكلتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Samy حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية.

الحالة التي تعاني منها هي نوع من قلق المخاوف، ويُعرف أن حوالي ستين بالمائة من الناس تبدأ لديهم أعراض قلق المخاوف منذ الصغر.

أخي الكريم: الحمد لله أنت الآن وصلت لدرجة من النضوج العمري والنفسي والوجداني والعاطفي الذي يجعلك تتخلص من هذه الأعراض، وذلك من خلال الممارسة المنتظمة للرياضة، وأن تنظم وقتك - يا أخي - وأنت لا تعمل وتعرف أن الفراغ الزمني والفراغ الذهني من أكثر الأشياء المُعلة والمُعطلة، والتي تؤدي إلى الكثير من المشاعر والأفكار السلبية.

فيا أخي: أحسن إدارة وقتك، وتجنب السهر، وتجنب النوم بالنهار، واحرص على النوم الليلي المبكّر، ولابد أن تبحث عن عمل. قيمة الإنسان تكون في العمل، ومن خلال العمل يستطيع الإنسان أن يطوّر مهاراته.

فأنا أريدك ألَّا تتفرّغ لهذه الأعراض المرضية، إنما تنطلق وتنتشر في الحياة، وتأخذ نصيبك بكل قوة وثبات، لأن هذه هي الطريقة التي تؤهل الإنسان نفسيًّا. وممارسة الرياضة من الضروريات الحتمية، ونحن نركز على هذا الأمر؛ لأن بين أيدينا الدليل العلمي الذي يؤكد أهمية الرياضة للارتقاء بالصحة النفسية والجسدية. فالتزم ببرنامج رياضي معيّن، وسوف تحس بفائدة ذلك إن شاء الله تعالى.

التواصل الاجتماعي والقيام بالواجبات الاجتماعية أيضًا من الأشياء الضرورية. القراءة المُثمرة والقراءة التي تؤدي إلى التطور المعرفي عند الإنسان تُساعد أيضًا على التخلص من الأعراض النفسية السلبية من النوع الذي تعاني منه.

أخي الكريم: الحرص على الصلاة في وقتها ومع الجماعة، والالتزام بوردٍ قرآني يومي، والحرص على الأذكار - خاصة أذكار الصباح والمساء - وأذكار النوم مهمّة جدًّا لأن تجعل الإنسان يحس بحالة استرخائية قبل النوم، وبهذه المناسبة أريدك أيضًا أن تتدرّب على تمارين الاسترخاء، تمارين مفيدة جدًّا، تمارين قبض العضلات وشدِّها ثم استرخائها، تمارين التنفّس المتدرجة، الشهيق والزفير، البطيء والقوي، مفيد جدًّا. يمكن أن تستفيد من أحد البرامج الموجودة على اليوتيوب من أجل تطبيق تمارين الاسترخاء، أو إن كان بالإمكان أن تذهب وتقابل أخصائي نفسي سوف يُدربك عليها.

أيضًا أنت تحتاج لعلاج دوائي بسيط لإزالة القلق والتوتر، وهنالك دواء يُسمى (سيبرالكس) واسمه العلمي (اسيتالوبرام) يُعتبر من أفضل الأدوية التي تُعالج مثل هذه الحالات، طبعًا بجانب التطبيقات السلوكية والإرشادية التي ذكرناها لك، فالدواء لوحده لا يمكن أن يؤدي إلى الشفاء، لكنّه قطعًا يُساعد.

جرعة السيبرالكس: تبدأ بنصف حبة - أي خمسة مليجرام من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - تتناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم اجعلها عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرين آخرين، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء. هو من الأدوية الراقية جدًّا، والفعالة، والنقية، وقليلة الآثار الجانبية، ولا يؤدي قطعًا إلى الإدمان، أسأل الله أن ينفعك به، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً