الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كم المدة الزمنية لعلاج الوسواس القهري؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا يا سيدي شاب في ال16 من عمري، عندما بدأت سن البلوغ حدثت معي عوارض مخيفة استمرت معي سنة كاملة، شخصها بعدها الطبيب أنها مرض الاكتئاب وأعطاني دوائين Prozac وXanax، وطلب مني المراجعة بعد أسبوع فقط، ولكنني لم أعد بسبب عدم اقتناع أهلي بمرضي، وفكرة الطبيب النفسي.

الحقيقة بعد أسبوع من استخدام الدواء أحسست أني عدت كما كنت تماماً، وعادت السعادة إلي لكنني أصبحت مجنوناً بالنظام فجأة، أرتب كل شيء حولي لدرجة سخيفة جداً، الكل لاحظ ذلك علي، دائماً أرسم جدولاً لأعمال أقوم بها، ولا أفعل منها شيئاً.

المهم.. ظللت 7 شهور على هذه الحال...حتى تغيرت الوساوس، وعاد الاكتئاب أشد وأفتك مما كان عليه، وأصبحت دائماً أفكر هل سيئاتي أكثر من حسناتي أم العكس؟ هل المسيحيون واليهود في النار أم لا؟ دائماً هكذا.

بعد ذلك قررت الذهاب رغماً عن أهلي للطبيب، الذي أعطاني Prozac أيضاً لمدة 3 أسابيع ثم المراجعة....الحمد لله، بعد أسبوع تحسنت بشكل واضح، لكن سؤالي الذي يؤرقني أنه لمتى سأستمر على الدواء؟ أرجو ألا تقول لي بأنه غير مهم طالما أنك تتحسن، فأنا أريد أن أعرف، هل سأبقى شقياً طوال عمري أبتلع الدواء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ مؤمن حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأعراض التي وصفتها هي حقيقةً أفكار وسواسية واجترارات وسواسية لا شك في ذلك مطلقاً، والمرحلة العمرية التي تمر أنت بها الآن يُعرف عنها تماماً أنها هي إحدى الحلقات الضعيفة التي يستغلها الوسواس القهري، ويُصيب الناس فيها، والوساوس يمكن التغلب عليها كما نقول دائماً بتحقيرها وعدم الاهتمام بها، وكذلك أن يحضر الإنسان في ذاكرته وتفكيره فكرة مضادة لفكرة الوساوس، ويحاول أن يعمق هذه الفكرة المضادة، فذلك إن شاء الله يؤدي إلى اختفاء هذه الأفكار.

أرجو أن أطمئنك أيها الابن المبارك أن الدواء الذي تتناوله هو دواء صحيح جداً جداً، وهو دواء سليم، والحمد لله قد شعرتَ بالتحسن، وأرجو أن تستمر عليه لمدة ستة أشهر متواصلة، فهذا الاستمرار سوف يدعم العلاج والتحسن واختفاء الأعراض ويجعلها لا تعاودك بسرعة.

فترة الستة أشهر هي الفترة التي اتفق عليها معظم العلماء، وبعد انقضاء الستة أشهر أرجو أن تتناول البروزاك أيضاً بمعدل كبسولة واحدة يوماً بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم بعد ذلك تتوقف عنه.

إذن: أنت -إن شاء الله- لن تكون شقياً طوال عمرك، وإن شاء الله سوف يختفي عنك الوسواس تماماً، واعلم أنه مرتبط بمرحلتك العمرية كما ذكرت لك، وسيكون من الأفضل أن تُعالجه بالصورة الصحيحة، وهي مُقاومة هذه الأفكار وأخذ الدواء لمدة سبعة أشهر كما ذكرت لك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً