الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هناك من يريد أن يخنقني عندما أغمض عيني.

السؤال

السلام عليكم..

إنني وعندما أغمض عينيّ يتراءى لي أنه هناك من يريد أن يخنقني، أعلم أنها وساوس الشيطان، هذه الحالة أصابتني منذ أن حدثني صديقي أنه عندما يخلد إلى النوم يحس أن شخصاً ما ينقض عليه ويخنقه فعلاً، وعندما استشار إماماً راقياً قال له أنه الشيطان، فقرأ له على الزيت وأمره بدهن نفسه بذلك الزيت لمدة 5 ليال، وبالفعل تحسنت حالته، هل أنا فيّ نفس حالته؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عصام حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مثل هذه التجارب التي تحدث في بدايات النوم وفي نهايته هي في حقيقة الأمر تعبيرٌ عن بعض الأمور المكبوتة والمختزنة في داخل النفس، وهي تدل على نوعٍ من القلق، وهذا القلق يكون مرتبطاً بحادثةٍ معينة كما ذكرت في رسالتك.

نحن نحترم بكل تأكيد رأي المشايخ بأن هذه الأمور ربما تكون وساوس من الشيطان، وهذا الأمر لا نرفضه مطلقاً، ولكن بالتأكيد نميل للتفسير الأول، ولا بأس أبداً أن يلجأ الإنسان إلى العلاجات الدينية الشرعية، ونركز على هذا الشرط؛ لأنه إن شاء الله هو الأفيد؛ لأنه يقوم على السنة المطهرة، ولذا فلا مانع مُطلقاً بعمل الرقية الشرعية، ففيها خيرٌ كثير، وفي ذات الوقت أريدك أن تأخذ أحد الأدوية المضادة للقلق، ومن أفضلها العلاج الذي يُعرف باسم دوجماتيل، أرجو أن تأخذه بجرعة 50 مليجراماً في الصباح، و50 مليجراماً في المساء، لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضه إلى كبسولة واحدة أي 50 مليجراماً ليلاً لمدة شهر، ثم تتوقف عنه.

سيكون أيها الأخ المبارك من المفيد لك جداً المحافظة على أذكار النوم، وأذكار الصباح والمساء؛ فهي إن شاء الله مُزيلة لمثل هذه التجارب الغريبة على النفس البشرية، كما أنه سيكون من الجيد لك أيضاً أن تنام دون أن تتناول كميات كبيرة من الطعام، خاصةً في المساء، فيعرف تماماً أن الوجبات الدسمة والضخمة تؤدي إلى مثل هذه التجارب.

أرى أن الأمر بسيط جداً، ولا أنسى أن أنبهك أيضاً بأن يكون النوم في مكانٍ هادئ، وأن تهيأ نفسك للنوم، وأن لا تذهب للفراش إلا بعد أن تحس أنك فعلاً ينتابك النعاس، وأنك في حاجةٍ إلى النوم.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً