الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ملتزمة وأشعر بوسواس الكفر فكيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا كنت ملتزمة كثيرا في الصلاة، والنوافل، والقرآن، وكان لدي شعور بأن الله معي ويحبني، كنت أشعر بالله في قلبي، وفي كل عمل أفعله وأفكر بأن الله سيفرح به أو سيغضب، لا أستطيع وصف ما كنت أشعر به، ولكنه والله كان أجمل شعور وهو القرب من الله -عز وجل-.

كنت أتلذذ بالكلام معه في قيام الليل، فأتاني وسواس الكفر أعوذ بالله، ولكنني بعد أسبوعين من المعاناة منه ومحاربته تغلبت عليه، ولكنني الآن لست كالسابق أي لا أشعر بأن الله في قلبي، أشعر بأنني بعيدة جدا عنه، مع العلم أنني ما زلت محافظة على القرآن والصلاة والنوافل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mariam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، أولاً نهنئك بما من الله تعالى به عليك من الإقبال عليه والاشتغال بطاعته وعبادته، وهذا فضل من الله تعالى ورحمة، فتزيين الطاعة في قلب الإنسان وتحبيبها إليه هو فضل خالص من الله تعالى ورحمة كاملة، فينبغي أن تشكري هذه النعمة وتحسي بها، وأن الله تعالى بمحبته لك أعطاك هذا العطاء، وتفكري في اختيار الله تعالى لك من بين هذه المليارات من البشر، فأنت إذاً مختارة من بين الناس وهذا يشعرك بالقرب من الله سبحانه وتعالى واطلاعه عليك ورضاه عن أعمالك، فإن التوفيق من الله سبحانه وتعالى دليلاً إن شاء الله على محبة الله تعالى لهذا الإنسان.

ولا شك أن ما حصل لك من الوسواس الذي قد أعانك الله تعالى على التغلب عليه والخلاص منه، لا شك في أن هذه المرحلة كانت حيلة شيطانية يريد الشيطان أن يصرفك ويحولك عن الطريق الذي سلكته ليوصلك إلى الله تعالى، وهذا ليس شيئاً غريباً فلقد أخبرنا به الرسول صل الله عليه وسلم فقال: "إن الشيطان قعد لابن آدم في أطرقه كلها"، فهو قد قعد لك في الطريق يريد صرفك وإبعادك عن التوجه إلى الله تعالى وهو يحزن إذا رآك منشغلة بالطاعة، وهو الآن بعد أن رآك مصرة على سلوك هذا الطريق يحاول أن يتسلل إلى قلبك بهذه المشاعر التي تذهب عن قلبك لذة العبادة، ولكن العلاج أيتها البنت العزيزة أن لا تلتفتي لهذه المشاعر، وأن تصبري على هذا الطريق، وتستمري وتكثري من الأعمال، وتفرحي بفضل الله تعالى الذي وفقك لهذه الأعمال، فإن لم يوفقك لها إلا لأنه يريد بك الخير.

فإذا شعرت بهذا امتلأ قلبك فرحاً وسروراً وهذا يحزن الشيطان جداً، ويجعله ييأس منك ويتحول إلى غيرك، ولذلك كان بعض العلماء يوصي من يصاب بالوسوسة بأن يشعر بالفرح، فإنه إذا شعر بالفرح اغتم الشيطان وحزن، فاثبتي إذاً على هذا الطريق، وأكثري من ذكر الله تعالى، وقراءة القرآن، والاستعاذة بالله تعالى كلما داهمتك هذه المشاعر، وستجدين نفسك بإذن الله تعالى عادت إلى حالاً أحسن من الحال التي كنت عليها قبل أن تصيبك هذه الوساوس.

نسأل الله تعالى لك الخير، وأن يأخذ بيدك ويعينك، وأكثري من دعاء الله تعالى بالاستعانة، فقد قال النبي صل الله عليه وسلم "يا معاذ إني أحبك فلا تدعن أن تقول دبر كل صلاة اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"، فنحن بحاجة إلى عون الله تعالى وتيسيره لنا لنعبده، وقد أمرنا أن نقول في كل صلاة إياك نعبد وإياك نستعين، فاستحضري هذه المعاني وتوجهي بقلبك إلى الله تعالى واسأليه باضطرار وصدق أن يعينك على الطاعة ويحببها إليك ويزينها في قلبك ولن يخذلك الله سبحانه وتعالى.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والصلاح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً