الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حائرة في أمر الخطوبة والزواج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد تعرفت على شاب قبل فترة، ولقد أعجبت بشخصيته وهو كذلك أعجب بشخصيتي، حيث أنه بقدر كبير من الدين والخلق والوعي والأهداف المشتركة، تحدث معي بصراحة عن موضوع الخطوبة واتفقنا أن لا نكلم بعضنا حتى ذلك الحين (نفكر بأن تكون الخطوبة بعد سنة أو اثنتين)، ولكن هناك عائق بيننا وهو أننا من دول مختلفة، أي لا أستطيع بعد الخطوبة بفترة الزواج منه؛ لأنني أريد البقاء في دولتي للاعتناء بوالدتي وأمور أخرى، أي أن البقاء في دولتي هو الخيار الوحيد، لذا فغالبًا إذا خطبنا السنة القادمة سنضطر للزواج بعد 4 سنوات.

بماذا تنصحونني أن أفعل بخصوص هذا الموضوع؟ لأن الخطوبة مدتها طويلة، ولقد قرأت سابقًا أن تطويل وقت الخطوبة ليس جيدا، فهل نؤجل الخطوبة مثلًا لبعد سنتين، وفي وقتها ستكون مدة الخطوبة 3 سنوات بدلًا من أربع؟ أم أنه لا بأس بتطويلها؟ أو ماذا أفعل؟ مع العلم أننا جديين بخصوص بعضنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رتال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك أختنا الكريمة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح الذي يعينك على أمر دينك ودنياك.

أختنا الكريمة: العرب تقول: ثبت العرش ثم انقش، وهذا يعني أن الأصول لابد أن تحسم قبل الحديث في الفروع، وقد ذكرت حفظك الله أن الخيار الوحيد لك هو البقاء في دولتك لرعاية أمك وأمور أخرى، وأن الرجل من دولة أخرى ولن يتزوجك في بلدتك، لكنك عاودت الحديث فذكرت أن الزواج يمكن أن يتم بعد أربع سنين بعد الخطبة! فما فهمنا، هل أمورك ستحل؟ أم الوالدة سترحل معكم؟ أم ماذا؟ هناك نقطة لم نفهمها.

لكن لو تجاوزنا ما لم نفهم، وتحدثنا عن الزواج وأنه متاح لك بعد خمس سنين من الآن، فما التوجيه المطلوب:
أولا: من ظاهر حديثك أنت صاحبة نية طيبة، وإرادتك لفعل الخير بينة، ونسأل الله أن تكوني أفضل مما نظن، لكن أختنا الحديث مع شاب عن الزواج بلا ولي أمر عبث، فهو أولا فيه محظور شرعي فليست هذه هي الطريقة الشرعية التي أمرنا الله بها، وإذا كنا نريد أن نؤسس بيتا صالحا فعلينا أن نبدأ بأساس صالح، فلا يبنى الحلال البين على الحرام الواضح.

ثانيا: من خلال تجاربنا أختنا الكريمة -وهي ليست قليلة- أن أكثر تلك العلاقات -مهما التزم أهلها ببعض الخطوط- يؤول أمرها إلى التجاوز، وقليل منها من يعبر تلك الأزمة بسلام، فلا تختبري نفسك، ولا تحمليها ما لا تقدر.

ثالثا: إننا مع تقليل فترة الخطبة؛ لأنها مجلبة لكثير من المشاكل، ولا نحبذها، ولذلك ننصحك بأن تدخلي أحدا من أهلك ممن يجمعون بين العقل والدين والأسلوب الحسن ليتفاهم مع الخاطب ويحسم الأمر معه، ويمكنهما -إن صدقت النوايا- أن يجدا حلا وسطا يجمع بين عقد القرآن وتقليل المدة.

رابعا: اعلمي أختنا أن الأمور بقدر الله، وأن من قدره الله لك زوجا سيكون، فلا تخافي ولا تجزعي، المهم أن تلتزمي شرع الله في الزواج، وألا تقدمي على خطوة تجدين الندم عليها بعد ذلك، كوني على ثقة بأن هذا الرجل لو قدره الله زوجا لك فسيكون، ولو كانت الدنيا كلها عوائق، ولو قدر لك غيره فلن يكون هذا ولو اجتمع أهل الأرض كلهم، هذا اليقين لا يجعلك تتهورين أو تفعلين أمرا تشعرين بعده بالندم.

نصيحتنا لك أختنا الكريمة: أن يدخل أحد من أهلك، والدك، أخوك، عمك أو خالك، أو من ترتضين، ثم يحدث هذا الشاب حتى يستبين بالضبط ماذا يريد، ثم إذا كان جادا مهد الطريق الصحيح للزواج، وساعتها يعلم أنك لم تفعلي من وراء أهلك ما تخجلين منه، ولم تخالفي دينك، وهذا هو عماد الثقة بين الزوجين .

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً