الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كسل وخمول واكتئاب وبرودة في الأطراف

السؤال

أنا طالب في الكلية، وأسكن لوحدي من فترة، جاءني وسوس قهري من فترة طويلة، وكنت لا أعلم ما هذا الشيء الذي يسيطر على تفكيري؟! وهو وسواس في الجنس يدعني أتردد كثيراً على استعمال العادة السرية! وبعدها أصبحت أسيطر على الوضع قليلاً بالصلاة وقراءة الأذكار.

وبعدها جاءتني أمراض كثيرة، وخمول وكسل مستمر، وعندما أعرض نفسي على طبيب يقول: ليس فيك أي مرض عضوي، فاحترت من أمري، وجاءتني وساوس كثيرة يمكن أن يكون سرطاناً أو مرضاً خطيراً جاءني.
وعملت التحاليل فظهرت النتائج سليمة، فالبعض يقول: هذا عين! والبعض يقول شيئاً آخر! فكنت لا أعلم، فأصابني اكتئاب وعدم طموح حتى في الدراسة، وكان ينتابني برودة شديدة في أطرافي، وسخونة في الجسم، لا أعلم ما هذه الأعراض، وكسل لم أعد كما كنت سابقاً، فقال لي أحد المشايخ -جزاه الله خيراً: اعرض نفسك على طبيب نفسي، فذهبت بعدما كنت متردداً كثيراً، وشرحت له الحالة، فوصف لي دواء اسمه (بروزاك)، ودواء اسم (بوسبار).
فاستعملتها لمدة أسبوعين، والحمد لله كانت النتيجة جيدة، فذهبت مني الأعراض التي كنت أشعر بها، ولكن قطعت العلاج فرجعت نفس الأعراض ...أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن الأعراض التي وردت في رسالتك هي بصفة عامة تدل أن لديك نوعاً من القلق ووساوس مع ‏مخاوف خاصةً المخاوف من المرض، وهي بالطبع حالة نفسية، ولا علاقة لها مطلقاً بالأمراض العضوية‎.‎

الشيء الضروري جداً في علاجك هو أن لا تكثر من الفحوصات، وأن لا تتردد على الأطباء، وتأكد أن ‏هذه حالة نفسية وسوف تزول تماماً بإذن الله‎ .‎

عليك الثقة بنفسك، والحمد لله وكما نصحك أحد المشايخ، وذهبت وقابلت الطبيب النفسي، والذي ‏قام بدوره بإعطائك الدواء الصحيح وهو البروزاك مع بوسبار‎.‎

أنت -والحمد لله- تحسنت بعد أسبوعين فقط من بداية العلاج، وهذه بشارة كبرى، وعليك أن تستمر ‏في استعمال الدواء، وأن لا تقطعه، فأنت محتاج للاستمرار على الدواء لمدة لا تقل عن الستة أشهر، وبعد ‏إكمال الستة أشهر أي على البروزاك والبوسبار مع بعضهم البعض يمكنك أن توقف البوسبار، ثم يمكنك ‏أن تستمر على البروزاك لمدة ثلاثة أشهر أخرى، وتوقفه بعد ذلك.

هذه هي المدة المطلوبة للعلاج، وعليك أن تركز أكثر في دراستك، وأن تعيش الحاضر بقوة والمستقبل ‏بأمل، وأن لا تلتفت إلى الأعراض الجسدية البسيطة التي تحدث لك من وقت لآخر، حيث أن هذا شيء ‏شائع بين الناس، ولكن الالتفات والاهتمام الشديد بالأعراض الجسدية يؤدي إلى نوع من الوساوس وربما ‏توهمات مرضية‎.‎

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً