الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدتي تغيرت كثيرا وضعف إيمانها فكيف أساعدها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمي كانت تحفظ القرآن وتقرأ وردا قرآنيا كل يوم بعد صلاة الفجر، وكانت دائماً ما تقول لنا: (لا تناموا بعد صلاة الفجر إلا بعد قراءة شيء من القرآن)، وكانت مثابرة على السنن النبوية، ودائماً تحثنا للذهاب إلى المسجد وحفظ القرآن، أنا وجميع أخواتي البنات والأولاد الصغار.

أما اليوم فكل شيء تغير، أصبحتُ أُلاحظ بُعد أُمي عن العبادة، وعن الورد القرآني والسنن، وتنسى ما حَفِظتهُ من القرآن، وعندما ننام بعد الفجر دون قراءة القرآن أُمي لا تبالي، هي نفسها لا تبالي، أشعر وكأن الإيمان خف من قلبها، وهذا الشيء يزعجني ويبكيني كل يوم.

أمي اليوم لا تبالي بأخواتي إذا ذهبوا إلى المسجد أو لا، وتمل وتنعس من المجالس الفقهية الشرعية، أتألم من الداخل وبشدة عليها وأُريد أُمي التي عرفتها سابقا، والآن بعد أن مضت 10 سنوات على وفاة أبي بدأت أمي تفكر بالزواج، تحدثت مع رجل عبر الهاتف وخطبها، ولكنه ضعيف الإيمان، وكلامه قذر، ولديه خيانات لزوجته، وسيء الخلق ولا يناسب والدتي، تكلمت مع أمي عن سوء خلقه وأنه لا يناسبها، بالبداية لم تقتنع ولكنها الآن لم تعد تتحدث معه.

وهناك صديقة من صديقات أمي أكرهها جداً، وقلبي لا يرتاح لها، وتأتي كل يومين أو ثلاثة أيام إلى منزلنا، وكذلك أمي تذهب لزيارتها أحيانا، وفي كل مرة أنصح فيها أمي تقول لي: ماذا! هل تعتقدين أنني سيئة حتى تنصحينني هذه النصائح، أزعجتني بكلامك ونظرتك السلبية عني.

أرجو المساعدة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -ابنتي- ونحن سعداء بتواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وما يتعلق بسُؤالك فأجيبك من خلال الآتي:

تذَكَّري دومًا أن أي خللٍ في علاقتنا بالله عزَّ وجل ينتُج عنه خللٌ في علاقتنا بأنفسنا وبمَن حولنا، عندما تعمل العواطف ينشلُّ العقل، ويصعب عليه الإبصار الواعي المدرك لأبعاد المواقف وتبعاتها، ومن طبيعة الإنسان أنه ينشط في العبادة حيناً وقد يفتر عنها حيناً آخر وكذا طبيعة الإيمان يزيد وينقص، ولكن المهم أن فتوره لا يكون إلى معصية الله، وأنصحك -ابنتي- بالأمور الآتية:

• أن تصاحبي أمك وتكوني لها بمنزلة الصديقة والأخت.
• الاستمرار بالنصيحة لوالدتك وبالأسلوب الأمثل، دون إشعارها بأنك تمارسين عليها الوصاية.
• إذا علمتِ الأسباب التي أوصلت والدتك إلى هذا التقصير فاحرصي على مساعدتها على تجاوزها وإبعادها عنها، فقد يكون السبب كثرة أعباء الحياة، أو الملل من كثرة النصح والتذكير، أو صحبة سيئة، أو غير ذلك.
• احرصي على توفير صحبة صالحة لأمك من خلال استضافة بعض الصالحات لزيارتكم، أو الذَّهاب لزيارتهن.
• استثمري المسجد ومعلمات القرآن، ولا بأس بالطلب لمن تثقي منهن بمساعدتك في الإصلاح من حال والدتك.
• لا بأس بالاستعانة ببعض الأهل والأقارب ممن هم على خير وصلاح من خلال الزيارات المتبادلة وتنشيط العَلاقة.
• احرصي على استمرار الخير في البيت ولا تيأسي، وقومي مقام أمك خلال هذه الفترة من تذكير البيت وأهله بالأذكار والورد القرآني والتحميس للذهاب إلى المسجد.
• إذا كانت أمك ترغب بالزواج فلا تمانعي من ذلك بتاتاً؛ لأنه حق مشروع لها، بل شجعيها عليه بشرط أن تختار الكفء صاحب الخلق والدين، وهذا خير من أن تتخطفها الأهواء أو شياطين الإنس -عياذاً بالله-.
• أكثري من دعاء الله فبيده مفاتيح كل شيء.

• أسأل الله أن يحفظك ويصلح لك حالك وبالك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات