الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غيرتي من ذكر اسم محارمي هل هي مقبولة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في إحدى المرات شعرت في داخلي بعدم رغبة ذكر اسم خالتي -أخت أمي- أمام الأجانب من الرجال، فهل هذا دليل على الغيرة المفرطة؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات إسلام ويب..

أولاً: نشكر لك غيرتك -أيها الحبيب- على محارمك، والغيرة أمر يحبه الله سبحانه وتعالى، وهو سبحانه وتعالى أغير منا، ورسوله -صلى الله عليه وسلم- أيضاً متصف بالغيرة، وهو أغير منا، ولكن هذه الغيرة منها ما هو محمود، ومنها ما هو مذموم، ومن الغيرة المذمومة الريبة والشك لغير سبب، وليس هذا موضوعك أنت ولكن ذكرناه لتحصيل الفائدة.

أما ذكر الأسماء بالنساء أمر لا عيب فيه، ولا انتقاص في الحرمات، وهو أمر مشتهر معلوم للناس جميعاً، فإن الله سبحانه وتعالى ذكر أسماء النساء في القرآن الكريم، فذكر مريم باسمها، والرسول -صلى الله عليه وسلم- ذكر أسماء زوجاته وقريباته دون تحفظ على ذلك، وكتب العلماء مصنفة ومليئة بأسماء النساء ممن حملن أنواع العلوم، وكتب أسماء المحدثين يفرد في آخرها قسم خاص بأسماء النساء، فبهذا تعلم أن ذكر الأسماء فقط بالنسبة للنساء ليس فيه ما يخدش الحياء أو يقل من الأدب والحماية والصيانة للأعراض، فتحسس الإنسان الزائد في هذا الجانب قد يكون من الغيرة الزائدة التي لا يطلبها الشرع.

والذي يعنينا -أيها الحبيب- هو أن نعلم أن الشرع لا يمنع هذا، كما أنه لا يأمر بخلافه، فإن الشرع لا يأمر بذكر الأسماء ولا ينهى عن ذكرها، وما تعارف عليه الناس بعد ذلك ينظر فيه لما يتحقق به من المصلحة، فأحياناً يستحسن تعويد الصغار على عدم ذكر أسماء قريباته من النساء حتى يتعود على تعظيم الحرمات، ويتعود الغيرة على المحارم، فإن كان هذا المقصود في تعليم الصغار فلا بأس به، ولكنه لا يتحقق في حق الكبار.

فالخلاصة: أن التحسس الزائد من ذكر أسماء النساء القريبات ليس مما يدعو إليه الشرع كما هو في المقابل أيضاً ليس مما يحرمه، وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً