الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي وسواس قهري ومحتارة كيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا حرفياً حالتي مزرية بعثت فتاوى إلى ثلاثة مواقع، وسألت شيخاً وقرأت في الكتب لكي أجد حلاً للوسواس القهري، حيث إني كلما أقرأ فتوى عن التخلص من الوساوس أو شبهها ازداد سوءاً، ولا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي؛ لأن عائلتي ليس لديها الكثير من المال.

لدي وسواس الاستهزاء بالدين، وإهانة المصحف، ووسواس بأني لا أنكر بقلبي، وغير ذلك الكثير من الوساوس.

أرجوكم لا تحيلوني إلى فتاوى أو شيء من هذا لأني أكاد أجن، حيث إني مرة أغلقت باب المكتبة بقدمي، وفي تلك المكتبة كتب تحوي آيات وشيئاً من ذلك.

أنا لا أنوي الإهانة لكن دائماً أسمع صوتاً في رأسي كأنه يقول لي: هذه إهانة وأنت كافرة، فقررت أن أتجاهل، وأغلقت طرفها السفلي بقدمي لكن كلما حاولت أن أتجاهل أظن نفسي أنني أنوي الإهانة.

إن وسواس الاستهزاء كثير من أهلي وأصدقائي الذين يحفظون القرآن، يضحكون، ولا شعورياً أحس بأنني كافرة، وسواس عدم الإنكار بقلبي، حيث عندما أسمع أحداً يسب الدين ولا أستطيع الإنكار لا بلساني ولا بيدي، ولا أستطيع الخروج من المكان أجبر نفسي على كره المسبة، ولكن أحس نفسي أني كاذبة، وأني كافرة مثله.

حاولت التخلص من الوساوس لكن المشكلة أن واحداً من عائلتي عاق، ولا يصلي، ويسب الدين ويستهزئ به، ونحن بريئون منه أنا وأختي وأمي ولكن أبي يبقيه في المنزل، وأخاف فعلاً لو وقعت بكفر معه أو حتى من دونه، وتجاهلته على أساس أنه وسواس.

إني أموت وأعذب وأصبحت لا أستطيع إكمال وردي من القرآن بسبب الوساوس، حتى إن رأسي يؤلمني، وأحياناً أهرب إلى النوم كيلا أفكر كثيراً، غير أني أتشهد كثيراً، ولا أعرف ما الحل؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Eman حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رسالتك رسالة مهمة جدًّا، وما وصفته بالوسواس القهري أرى – ومن خلال وصفك – أنه ليس بالوسواس القهري المعهود، فالذين يُعانون من الوسواس القهري دائمًا تجدهم بعيدين جدًّا عن ارتكاب المخالفات الشرعية، نعم قد يُكرِّر الوضوء، قد يُعيد أركان الصلاة، قد يشكّ، لكن ليس للدرجة التي وصلت إليها، هذا ليس من طبع الموسوسين أبدًا، والموسوسون لا يسمعون أصواتًا تُخاطبهم أو تأمرهم.

هذه علَّة مختلفة تمامًا – أيتها البنت الفاضلة – ولا بد أن تذهبي إلى طبيب نفسي، حالتك تحتاج لعلاج دوائي عاجل ودون أي تردد، فأرجو أن تخبري والديك بذلك أننا نصحناك بالذهاب إلى الطبيب النفسي لتبدئي العلاج؛ لأن هذا ليس بالوسواس القهري، هذه حالة مختلفة تمامًا عن الوسواس القهري المعهود أو المعروف.

غالبًا مثل هذه الحالات تتعلّق باضطراب بعض المواد الكيميائية الدماغية، هذه المواد تُسمَّى بالموصِّلات العصبية، وتُوجد أدوية معينة تُنظّم اضطراب هذه المواد الدماغية والكيميائية، فأرجو أن تذهبي إلى الطبيب، وهنالك أطباء نفسيون في المستشفيات الحكومية إذا لم يكن بالإمكان أن تذهبي إلى طبيب خاص، وحتى إذا ذهبت إلى طبيب خاص يمكن لوالدك أن يُخبر الطبيب أنه ليس له إمكانية مادية، وأنا متأكد أن الطبيب سيُقدِّرُ ذلك تمامًا، ولن يطلب منكم الكثير من المال.

أرجو إفادتي بعد أن تذهبي وتقابلي الطبيب. بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً