الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الشاب من كلام أهله في خطيبته وعدم رغبتهم فيها.

السؤال

السلام عليكم.

ووفقكم الله إلى ما يحبه ويرضاه.
مشكلتي أنني خطبت فتاة بموافقة أهلي، وبعد (4) شهور قال لي أهلي: إن الفتاة فيها كذا وكذا وإنهم لا يريدونها، وهي ليست كذلك، وكل ما لديهم قالت فلانة عنها كذا وقالت علانة عنها كذا، وبدون دليل ملموس، فماذا أفعل؟ وخاصة أنني كنت قد كلمتها وجرت أحاديث عدة بيننا عبر الهاتف عن الحياة الزوجية والأطفال؟ أرجوكم ساعدوني، أنا بين نارين وأريد حلاً لا يحتمل التأويل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمن عليك بطاعة والديك والإحسان إليهما، وأن يرزقك زوجةً صالحة تكون عوناً لك على طاعته وترزق منها الذرية الصالحة.

وبخصوص ما ورد بسؤالك: فأرى أنه لا بد من التأكد من هذه الأقاويل، احتمال أنها من مغرض لا يريد لكم الخير، وما أكثر هؤلاء في زماننا هذا، لذا أرى ضرورة التأكد والتثبت من هذه الأقوال حتى لا تظلم هذه الفتاة، ثم هناك مسألة هامة وهي: هل ما ذكروه عنها يقدح في أخلاقها ودينها وسمعتها، أم أنها أشياء لا دخل لها بها ولا تؤثر في سلوكها؟ لا بد من التفرقة كذلك، ناقش أهلك وبهدوء، واعرض وجهة نظرك، واسمع منهم، وقل ما عندك بحرية وقوة، فإن وجدت كلامهم أقوى من كلامك وأن هذه الشبه المثارة والأقوال المنسوبة إليها حقيقية أو على قدر كبير من الصحة والصدق، وأنها فعلاً فيها، وأنها تقدح في أخلاقها ودينها؛ فاتركها حتى وإن كنت قد تحدثت معها؛ لأن الحق أحق أن يتبع، والخسارة القريبة أفضل، وكون أهلك يرونها غير صالحة لك سيعكر عليك صفوك مستقبلاً، حاول وكن محايداً ولا تجعل العواطف تؤثر على قراراك، وإن وجدت عدم رغبة فعلاً من أهلك في الزواج بها حتى وإن لم تكن مخطئة فأرى أن تحافظ على أسرتك من الفرقة والخلاف، وأن تحتفظ ببر والديك أفضل وأولى من أن تتزوج رغماً عنهم، واعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وأنك عندما تحرص على إكرام والديك ولو بشيء من التضحية -خاصة وأنكما لم تدخلا أو تتزوجا- أرى أن ذلك أولى وأفضل، وأما الأخت فلعل الله أن يرزقها خيراً منك، وأنت بدورك لعل الله أن يمن عليك بأفضل منها ببرك لوالديك والحرص على رضاهما، وإن كانا مبالغين في الأمر.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة في الدارين، والزوجة الصالحة الطبية، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً