الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلة التعرق وكثرة البلغم وعلاجهما

السؤال

أنا أعاني من وجود عرق في كف يدي باستمرار، وخاصة في الصيف، وهذا يؤثر عليّ كثيراً في حياتي، وأيضاً يوجد عرق في أقدامي، وأنا لا ألبس شيئاً مفتوحاً في الصيف، خوفاً من التقاط الغبار بسبب العرق.

هل يوجد حل لهذه المشكلة؟ وهل هذا طبيعي أم مرض؟

وعندما أشرب عصيراً أو ماء أو أقوم بتنظيف أسناني (من المعجون السبب) أقوم بالتنخم كثيراً، وكأنه بوجد شيء في حلقي، ولا أستطيع بلع ريقي، وفي كل لحظة أقوم وكأنه بلغم، ولكن لا يوجد شيء، وهي فترة نصف ساعة وتذهب، ولكن تأتيني باستمرار بعد تناول المذكور أعلاه.

الرجاء إفادتي بالعلاج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً التعرق: من الوصف الذي تذكر، فأنت مصاب بفرط التعرق:

1- هناك عوامل تساعد على التعرق، مثل الفصل والحرارة والرطوبة والجهد والحالة النفسية، وفرط نشاط بعض الغدد، وخاصة الغدة الدرقية، وبتخفيف العوامل المساعدة تخف نسبة التعرق المرتبطة بها.

2- وتختلف المواضع التي تكثر فيها هذه الظاهرة من شخص لآخر، ومن موضع تشريحي إلى آخر، حسب ما قدره الله سبحانه وتعالى من قدرة هذه الخلايا على النشاط وإنتاج العرق، أي هناك تفاوت بين الناس بمستوى ودرجة التعرق، وهذا التفاوت بين الخلائق أمر عام يشمل الشكل والطول واللون والإفرازات الدهنية والتعرق ورائحة العرق، وغيره الكثير من المقدر.

3- ومع ذلك علينا ألا ننسى أن التعرق ظاهرة حياتية، وهي مفيدة للإنسان، لأنها تعمل على التوازن الحراري في الجسم، وتحافظ على حرارة الجسم من الارتفاع.

وأما العلاج فهناك إجراءات أخرى قد تنفع، ومنها ما يتلخص فيما يلي:

A. الغسل بالماء والصابون اليومي لتخفيف رائحة العرق وليس لتجفيفه.

B. استعمال (انتي بريسبيرانت) وليس (ديودورانت) لأن الأول مجفف للعرق من الغدة، والثاني معطر للموضع المتعرق، وكلاهما يستعملان على الراحتين والأخمصين والإبطين.

C. من المستحضرات الجيدة مادة (المنيوم كلورايد) وتوجد تجارياً باسم (درايكلور) وتستعمل مساء كل يوم لفترة أسبوعين أو أربعة، ثم بعد ذلك مرة كل يومين كعلاج داعم، ثم يخف بالتدريج تواتر الاستعمال حسب الفصل وحسب الحاجة، وقد يكفي مرة أسبوعياً فيما بعد، وينبغي ألا تستعمل بعد الاستحمام.

D. إن لم نحصل على الفائدة المرجوة، فهناك مواد كيمياوية غالية ومكلفة، ولكنها فعالة جداً، مثل مادة (البوتكس) ولكن تأثيرها مؤقت، إذ قد تحتاج الحقن كل حوالي 6 شهور، ويجب أن تحقن بيد متخصص.

E. هناك بعض العمليات التي كانت تجرى سابقاً والتي بموجبها يستأصل الجلد بما فيه من غدد عرقية إبطية، وهي ليست العلاج الشائع، وخف اللجوء إليها، ومثلها عملية قطع العصب الودي في الجهة المتعرقة.

F. هناك جهاز كهربائي يعمل على البطارية، يوضع في الإبط يحدث تيارات كهربائية تؤدي إلى ضمور أو انخفاض في نشاط الغدد العرقية (ولكنه ليس متوفراً في الأسواق حالياً – وهو ليس العلاج المثالي لأن استعماله لم يشيع على الرغم من نزوله للأسواق منذ حوالي 20 عاماً).
ختاماً نؤكد على أهم النقاط، وهي التدرب على مواجهة المواقف والاعتياد على عدم التحرج، سواء من التحدث أمام الناس أو الخجل المفرط، أو الشعور بالدونية، وأما من جهة أخرى فالعلاج بالبوتكس إن لزم الأمر، وثالثاً تحليل هرمون الدرق لنفي نشاط هذه الغدة (Tsh & free t4 )

ثانياً: كثرة البلغم والتنخم:

1. غالباً هذا يعزى إلى نوع من أنواع التحسس من المواد المأكولة أو المستعملة كالمعجون.

2. يجب التحري عنها وإقصائها من طعامك واستعمالك.

3. استعمال البديل، مثلاً الفاكهة بدل العصير، وسائل منظف بدل المعجون، أو استعمال معجون لشركة أخرى، ولكن الانتباه إلى المكونات المؤثرة، وتجنب ما يسبب الحساسية.

4. قد يفيد تناول مضادات الهيستامين، مثل الكلاريتين أو الزرتيك أو التلفاست، أو غيرها بمعدل مرة يومياً، من باب التجريب والاستمرار، إن تم التحسن ولو مؤقتا؛ لأن التحسس يعني استمرار الأعراض باستمرار الأسباب.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً