الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضيق في الصدر وقلق طوال اليوم وبعد الاستيقاظ.. فما العلاج؟

السؤال

عمري 22 سنة، وأعاني من الضيق في الصدر والقلق، وهذا الشعور يلازمني طوال اليوم، وعندما أنام أستيقظ بهذا الضيق، فما هو تشخيص حالتي؟ وما هو العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Maestro حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أنت لديك استشارة بنفس المعنى تحت رقم (2479908) أجاب عليها الدكتور عطية إبراهيم بتاريخ 15/3/2020، فأرجو أن تأخذ بما ذكره لك من نصائح.

وأنا أقول لك –أيها الفاضل الكريم– أن السبب الرئيسي للشعور بالضيقة في الصدر في مثل عمرك هو التوتر النفسي الناتج من القلق، والذي يحدث –وكما هو معروف لدى علماء السلوك– هو أن القلق النفسي كثيرًا ما يصحبه التوتر النفسي، وهذا التوتر قد يُعبّر عنه في شكل قلق، غضب، تململ، أو يُعبّر عنه في شكل أعراض جسدية، من أهمها حدوث انشداد شديد في عضلات الجسم في مناطق معينة، ومنها عضلات الصدر؛ لذا يحس الإنسان بنوع من الكبت، بنوع من الضيق –كما تفضلتَ– وبعض الناس يشعرون بوخزات في قفص الصدر أيضًا، وكثير من الناس يشتكون ممَّا يُسمَّى بالقولون العصبي، القولون العصبي هو عبارة عن نتاج لقلق وتوتر نفسي، يؤدي إلى انقباضات وتقلُّصات في عضلات القولون، ممَّا ينتج عنها ما يُسمَّى بالقولون العصبي، وهو الشعور ببعض الآلام في البطن والغازات والإمساك وخلافه.

أيضًا هذا القلق والتوتر قد ينعكس على عضلة فروة الرأس، ممَّا يجعل بعض الناس يشتكون ممَّا نسميه بالصداع العصابي، و... وهكذا.

فإذًا حالتك –أيها الفاضل الكريم– ناتجة عن قلق نفسي بسيط وليس أكثر من ذلك، والعلاج -إن شاء الله- سهل جدًّا.

أولاً: يجب أن تعبّر عن نفسك، لا تكتم، فالكتمان يؤدي إلى احتقان نفسي، والاحتقان النفسي يؤدي إلى التوتر، والتوتر يؤدي إلى توتر في عضلات الجسم، ومنها عضلات الصدر؛ لذا تحس بالضيقة في الصدر، النَفْسُ تحتقن كما يحتقن النَفَسْ؛ لذا من خلال التعبير عن الذات نستطيع أن نفتح منافس النفس لترتاح ويقل الاحتقان.

ثانيًا: عليك بممارسة الرياضة، رياضة المشي، لعب كرة القدم، السباحة، أي نوع من الرياضة أيضًا يمكن أن يؤدي إلى إزالة هذا الضيق إن شاء الله تعالى.

ثالثًا: عليك بتطبيق تمارين الاسترخاء، هذه مهمّة جدًّا، وعلميّة جدًّا، لأن التوتر العضلي حين نطبّق عليه تمارين الاسترخاء سوف يحدث انفراج كبيرٍ في مستوى التوتر العضلي الذي يحدث في عضلات القفص الصدري، ومن خلال هذه التمارين -إن شاء الله- تستفيد كثيرًا.

توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) أرجو أن تلجأ لهذه الاستشارة وتطلع عليها وتطبق ما ورد بها من تعليمات.

هذه الثلاثة هي العلاجات الرئيسية التي أنصحك بها، وأنصحك أيضًا بحسن إدارة الوقت، وتجنّب السهر، وتجنّب النوم بالنهار، هذه كلها علاجات.

أمَّا بالنسبة للعلاج الدوائي فالعلاج الأفضل دواء يُسمَّى (دوجماتيل Dogmatil) ويُسمَّى علميًا (سولبيريد Sulpiride) ربما تجده، وأعتقد أنه متوفر في السودان في بعض الصيدليات، الجرعة هي خمسون مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.

وإذا لم تجده توجد علاجات بسيطة، مثل عقار (إميبرامين Imipramine) بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عنه، هذا سوف يكون جيدًا جدًا.

أيضًا يوجد عقار (ديانكسيت Deanxit) بجرعة حبة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، والأدوية التي وصفها لك الأخ الدكتور إبراهيم وهي: البروزاك، أو السيبرالكس، هي أدوية ممتازة جدًّا، لكن أعتقد أن حالتك لن تحتاج لها، الأدوية التي وصفتها لك أبسط، وإن شاء الله مع التطبيقات التي ذكرتها لك تتحسّن حالتك وتتطور صحتك النفسية.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً