الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخطأت في التعامل مع مشعوذين وصاروا يهددونني.

السؤال

السلام عليكم.

كيف أحمي نفسي من المشعوذين؟ أخطأت وأرسلت لهم مبالغاً من أجل فك سحر عني لتعطيل زواج، وبعدها توقفت عن ذلك، فقاموا بتهديدي بضرر أولادي إذا لم أكمل العمل معهم!

أرجوكم أعطوني حلاً، أخاف أن يضروني بشيء، ما العمل الصحيح؟ وما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم يوسف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولاً: لا يخفاك -أختنا الفاضلة- حرمة الذهاب أو التعامل مع هؤلاء المشعوذين، وقد حذرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة)، وقال: -صلى الله عليه وسلم-: (ليس منا من سحر أو سحر له).
وعليه فيجب عليك التوبة مما كان منك، ونسأل الله أن يتقبل توبتك، إنه جواد كريم.

ثانياً: اطمئني تماماً، فلن يصيبك من هؤلاء مكروه، وأنت بالله أقوى وليس بهم، هم ومن يتعاملون معهم أضعف من أن يحركوا ساكناً أو يسكنوا متحركاً، فلا تقلقي ولا تخافي ولا تضطربي، وحصني بيتك ونفسك وأولادك بالأذكار وقراءة القرآن، وخاصة سورة البقرة كل ليلة، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر؛ إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة). رواه مسلم.

قال ابن عثيمين -رحمه الله- في شرح رياض الصالحين: "يعني إذا قرأت في بيتك سورة البقرة، فإن الشيطان يفر منها، ولا يقرب البيت، والسبب أن في سورة البقرة (آية الكرسي)".

حافظي على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، ومنها آية الكرسي والمعوذات قبل النوم، وكذلك الاستعاذة، وصيغتها كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أخذت مضجعك فقل: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ).

كذلك المحافظة على الرقية الشرعية، وهي موجودة هنا في موقعنا.

المحافظة على صلاة الفجر في وقتها، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (من صلَّى الفجر فهو في ذمَّة الله)، أي في عناية الله ورعايته، ومن كان في عناية الله فلن يقدر أن يضره أحد.

من المحصنات كذلك التهليلات العشر بعد صلاة الصبح: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قدير) فهي حصن حصين ففي الحديث: (وكانتْ حفظًا له من كل سوء، وكانت حرزًا له من الشيطان الرجيم يومه ذلك حتى يُمسي).

- ترديد هذا الذكر ثلاث مرات صباحاً ومساءً: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم)، (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق).

بهذا -أختنا- أنت محصنة، ولن يستطيع هذا المشعوذ ومن وراءه مسك بأي أذى، بل لو استعان بأهل الأرض كلهم ما استطاعوا أن يفعلوا بك أو لك شيئاً، إلا إذا شاء الله أمراً.

يلزمك بعد مسح رقم هاتفه من عندك، أن تجلبي لنفسك رقماً آخر، وأن تحذفي كل وسيلة تواصل بينك وبينه، وهذا حتى لا يكدر خاطرك بما لا يستطيع فعله، وقد يشغل فكرك.

نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً