الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غيرت التخصص الجامعي وصرت أخشى كلام الناس!

السؤال

السلام عليكم.

كنت في السنة الثانية في كلية الطب البشري، ولكني حولت إلى كلية العلاج الطبيعي، ومعظم الناس لا يعلمون أنني حولت تخصصي، فأنا أخاف أن أواجه وأقول لبعض الناس أنني حولت، وهذا الموضوع سبب لي عقدةً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

أخي الكريم: يقول الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-: (اعملوا فكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلق له). نعم أنت كنت في كلية الطب في السنة الثانية، ولكن رأيتَ لاعتبارات خاصَّة بك أنك ترغب بالتحويل إلى كلية العلاج الطبيعي.

أولاً: لا شك أن كلا التخصصين مطلوبان، وخاصة في بلادنا، فكثيرٌ من خِرّيجي الثانوية يذهبون إلى كليات الطب، ومع الأسف ليس هناك عددٌ كافٍ يذهبون إلى كلية العلاج الطبيعي على أهميته -كما ذكرتُ- وخاصة في بلداننا.

من الطبيعي أن يستغرب الناس من حولك هذا التحوّل من كلية لأخرى بهذا الشكل، ولكن في النهاية الذي يُقرِّر مصير حياتك -بعد الدعاء إلى الله تعالى بالتوفيق- إنما هو أنت، فلا تتوقع من الناس أن يُدركوا كل أسبابك أو ظروفك أو الحياة التي تُريد أن تحياها في المستقبل، لا تتوقّع كل هذا منهم، لذلك توكل على الله تعالى، وامشِ في طريقك، طالما أنك مرتاح لهذا. هذا من جانب.

ومن جانب آخر: لعلَّك بعد أن تقضي بعض الوقت في كلية العلاج الطبيعي، لعل هذا أن يبني عندك بعض الثقة في نفسك؛ ممَّا يُساعدك على أن يقلّ خوفك وتردُّدك ممَّا ذكرتَ في رسالتك، وقدَّرْتَ أنك تقصد الخوف من مواجهة بعض الأمور الطبية - الدِّماء أو الجراحة أو غيرها - أنا أعتقد أولاً أنك بعد أن تمضي بعض الوقت في كلية العلاج الطبيعي قد يخطرُ في بالك أن تعود مُجددًا إلى كلية الطب البشري، إن رغبت في هذا، فبعض الكليات أو الجامعات تسمحُ بهذا، فالتخصصان ليسا ببعيدين عن بعضهما.

في النهاية: الرسالة الأهم في جواب هذا أن تعمل بما أنت تشعر بالراحة إليه، فهذه حياتك وليست حياة غيرك، ولا تتوقع أن يرضى أو يقبل أو يفهم كل الناس ظروفك الخاصة بك.

أدعو الله تعالى أن يُريح صدرك وييسّر أمرك، ويلهمك صواب الفكرة والقول والعمل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً